responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات المؤلف : ابن الأنباري    الجزء : 1  صفحة : 313
روضة مستديرة فيها نبت فهي حديقة. وقوله (كالدرهم) معناه إنها امتلأت كلها فكأن
استدارتها بالماء استدارة الدرهم، وليس إنها كقدر الدرهم في السعة. والعرب تشبه الشيء بالشيء ولا
تريد به كل ذلك الشيء، إنما تشبهه ببعضه. من ذلك قولهم: (بنو فلان بأرض مثل حدقة الجمل)
والأرض واسعة، إنما يريدون إنها كثيرة الماء ناعمة العشب مخصبة، ولم يذهبوا إلى سعة العين ولا
ضيقها. ويقولون: بنو فلان في مثل حولاء الناقة، وهي هنة مثل المرآة تسقط مع السلى فيها ماء
صاف. و (القرارة): مستقر الماء في بطن الوادي.
وكل رفع بفعلها. وثرة نعت للبكر. ويجوز رفع ثرة على النعت لكل. وما في تركن يعود على كل
بكر، لأن كلا في معنى جمع. قال الله عز وجل: (وعلى كلِّ ضامرِ يأتين)، فجمع الفعل على معنى
كل. وكل والكاف منصوبتان بتركن.
(سَحًّا وتَسكاباً فكُلَّ عَشِيّةٍ ... يَجري عليها الماءُ لم يَتَصرَّمِ)
معناه: جادت عليه كل بكر سحا وتسكابا. والسح: الصب. يقال: سحت السماء تسح سحا، إذا صبت
المطر. ويقال: غنم ِسُحاح: يسيل دسمها إذا شويت. و (التسكاب) والسكب والسح: الصب. وإنما
جمع بين التسكاب والسح وكلاهما واحد لاختلاف لفظهما. والعرب تفعل ذلك اتساعا وتوكيدا. وكل ما
كان من المصادر على هذا المثال فهو مفتوح الأول، نحو التطواف، والتمشاء، والترداد، والتأكال، الا
حرفا جاء نادرا وهو التبيان. وما كان على هذا المثال من الأسماء فهو مكسور، نحو التمساح،
والتجفاف، والتقصار، وهي القلادة اللاصقة بالحلق. قال عدي بن زيد:
عندها ظبيٌ يؤرَّثها ... عاقدٌ في الجِيد تِقصارا

اسم الکتاب : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات المؤلف : ابن الأنباري    الجزء : 1  صفحة : 313
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست