اسم الکتاب : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 315
والتغريد: التطريب. يقال: غرد الحادي في حدائه يغرد تغريدا، فهو مغرد، وغريد، وغرِد، وغرْد،
إذا طرب في حدائه. قال الشاعر:
وقد هاجني للشوق نَوحُ حمامةٍ ... هَتوفُ الضُّحى هاجت حماماً فغرّدا
قال أبو جعفر: التغريد: مذ الصوت بالغناء والحداء. وروى أبو عبيدة والأصمعي: (وترى الذباب
بها يغني وحده هزجاً). فالهزج: السريع المتدارك صوته. وقوله (كفعل الشارب المترنم) أراد مغردا
كتغريد الشارب، أي كغنائه. والمترنم: الذي يطرب قليلاً قليلا لا يرفع صوته. والهزج: خفة وتدارك.
ويقال: فرس هزج، إذا كان خفيف الرفع والوضع سريع المناقلة. والهزج من الشعر: الخفيف منه.
والذباب رفع بفعله، واسم ليس مضمر فيها من ذكر الذباب، وببارح خبر ليس واسم بارح مضمر
فيه، وغردا خبره. وقال الفراء: ما برح وما زال وما فتئ بمنزلة ما كان، يرفعن الأسماء وينصبن
الأخبار.
(هَزِجاً يحُكُّ ذِراعَه ... قَدْحَ المُكِبِّ على الزِّنادِ الأَجذَمِ)
قوله (هزجا) معناه سريع الصوت متدراكه. وروى الأصمعي: (غردا يسن ذراعه بذراعه). الغرد:
المطرب في صوته. وقوله (يحك ذراعه بذراعه) معناه يريد: قدح المكب الأجذم على الزناد فهو
يقدح بذراعه، فشبه الذباب به إذا سن ذراعه بالأخرى. وقال بعضهم: الزناد هو الأجذم، فهو قصير،
فهو أشد لإكبابه عليه. فشبه الذباب إذا سن ذراعه بالأخرى برجل أجذم قاعد يقدح نارا بذراعيه.
والأجذم: المقطوع اليد، جاء في الحديث: (من حفظ القرآن ثم نسيه لقي الله تعالى أجذم)، أي مقطوع
اليد.
والهزج منصوب بالرد على الغرد، والذراع منصوب بيحك، والقدح منصوب على المصدر،
والأجذم نعت للمكب في قول قوم، ونعت للزناد في قول قوم آخرين. وعلى الزناد صلة المكب، أي
قدح الذي أكب على الزناد.
اسم الکتاب : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 315