اسم الکتاب : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 311
أرحاء من تحت في الجانب الايسر، وناجذ من فوق وناجذ من تحت في الجانب الأيمن؛ وهكذا في الجانب الأيسر.
والفارة اسم كأن، وخبر كأن ما عاد من سبقت، والعوارض مفعول بها.
(أَو رَوْضَةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبتَها ... غَيثٌ قَلِيلُ الدِّمْنِ ليس بِمَعْلَمِ)
معناه: كأن ريحها المسك أو ريح روضة. و (الروضة): المكان المطمئن يجتمع السه الماء فيكثر
نبته. ولا يقال في الشجر روضة. والروضة في النبت، والحديقة في الشجر. ويقال روضة ورياض
وروض. وقد أراض هذا المكان واستروض، إذا كثرت رياضه. وحكى أبو عمرو الشيباني قال:
الروضة البقية من الماء يبقى في الحوض. وأنشد:
وروضة في الحوض قد سقيتها ... نضوِى وأرضاً قفرةً طويتها
وقوله (أنفا) معناه لم يرعها أحد فهو أطيب لريحها. ويقال: كأس أنف إذا كانت لم يشرب بها قبل
ذلك. وقال أبو جعفر: كأس أنف، أي أول ما بزلت من دنها فهو أطيب لرائحتها. والكأس: الإناء
الذي فيه الشراب، فان كان فارغا قيل إنه قدح أو إبريق ولم يقل له كأس. وقوله (تضمن نبتها غيث)
معناه تضمن إنبات نبتها غيث. والغيث هاهنا: المطر والماء. يقال: أرض مغيثة ومغيوثة، إذا أصابها
الغيث والمطر. قال ذو الرمة: (قاتل الله أمة بني فلان ما أفصحها، سألتها عن المطر فقالت: غثنا ما
شئنا). وقوله (قليل الدمن). الدمن والدمنة: السرجين والبعر. فأراد أن هذه الروضة في مكان حر
الطين خال. وقال أبو جعفر: قوله (تضمن نبتها غيث قليل الدمن) قليل اللبث لم يدمن عليها،
والمعنى: أصابها مطر خفيف لم يكثر، فهو أحسن لها وأطيب لرائحتها؛ ولو كان كثيرا لم تفح
اسم الکتاب : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 311