اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 441
سعد بسند صحيح أن زيد بن ثابت، رضي الله عنه، جاء إلى عثمان، رضي الله عنه، وهو محصور فقال: هذه الأنصار بالباب يقولون: إن شئت كنا أنصار الله مرتين، قال: فقال عثمان: أما القتال فلا [1].
5 - ما ذكره من اختلاق معاوية كتابًا على لسان قيس بن سعد، فهذا من الكذب الذي لا يعقل صدوره من معاوية، ذلك أن العرب كانوا يعدون الكذب من أقبح الصفات التي يتنزه عنها الرجال الكرام، وهذه قصة أبى سفيان وهو يومئذ على الشرك فيما أخرجه البخاري في قصة سؤال هرقل عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، يقول أبو سفيان: فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علىَّ كذبًا لكذبت عليه [2] , فهذه منزلة الكذب عند العرب، وعند المسلمين أشد وأخزى، ولا يقول قائل: هذه خدعة، والحرب خدعة، فإن الخدعة ليس معناها الكذب كما هو معلوم من كلام العرب، ومعاوية، رضي الله عنه، أحذق من أن يفعل هذا [3].
6 - رواية هذه الكتب الكثيرة بين قيس ومعاوية وعلى رضي الله عنهم بهذا التسلسل وبهذه الدقة تدخل الشك والريبة على القارئ لجهالة المطلع والناقل لها [4].
يقول الدكتور يحيى اليحيى: إن ولاية قيس بن سعد بن عبادة، رضي الله عنهما، على مصر من قبل أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضي الله عنه أمر مجمع عليه [5] , وكل من ترجم لقيس لم يذكر هذه التفاصيل [6] , أي التي ذكرها أبو مخنف في روايته، وحتى مؤرخو مصر المعتبرون لم يذكروا ذلك [7] , هذا وقد نقل رواية أبى مخنف من الطبري بعد حذف واختصار كل من: ابن الأثير، وابن كثير، وابن خلدون، وابن تغرى بردى [8] , وقد أخرج الكندي أيضًا عن عبد الكريم بن الحارث قال: [1] الطبقات (3/ 70) سنده صحيح. [2] البخاري رقم (7). [3] مرويات أبى مخنف في تاريخ الطبري، ص (214). [4] المصدر نفسه، ص (214). [5] تاريخ خليفة، ص (201)، فتوح مصر (274)، ولاة مصر (440)، سير أعلام النبلاء (3/ 13). [6] طبقات ابن سعد (6/ 52)، تاريخ بغداد (1/ 177)، سير أعلام النبلاء (3/ 102). [7] فتوح مصر، وولاة مصر, مرويات أبى مخنف، ص (207). [8] تاريخ ابن خلدون (4/ 1092)، النجوم الزاهرة (1/ 97)، البداية والنهاية (7/ 251).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 441