أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - الصلابي، علي محمد

اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 440

لغيره من الصحابة والتابعين، ولم يشتهر هذا إلا عند الشيعة الروافض المتأخرين [1] , قال ابن تيمية: الشيعة المتقدمون كلهم متفقون على تفضيل أبى بكر وعمر [2] , والأدلة في تفضيل أبى بكر وعمر كثيرة منها ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نخير بين الناس في زمن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فنخير أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان [3].
والأحاديث في ذلك كثيرة [4] ومشهورة، وحقيقة الأمر كما مر معنا في الروايات الصحيحة السابقة أن معاوية طلب من أمير المؤمنين تسليمه قتلة عثمان ولم يتهم أمير المؤمنين عليًا به.
3 - رسالة معاوية إلى قيس بن سعد: وإشارته إلى كون على طرفًا في قتل عثمان، وهذا لا يصح صدوره من معاوية، ذلك أن الأمر واضح في براءة على (رضي الله عنه) كما مر في الفقرة السابقة، وهذا لا يجهله معاوية (رضي الله عنه)، فضلاً أن يقره لقيس بن سعد (رضي الله عنه)، وهذا محمد بن سيرين من كبار التابعين ومن الذين عاصروا ذلك المجتمع يقول: لقد قتل عثمان وما أعلم أحدًا يتهم عليًا في قتله [5] , ويقول أيضًا: لقد قتل عثمان يوم قتل وإن الدار يومئذ لغاصة، فيهم عبد الله بن عمر، وفيهم الحسن بن على في عنقه السيف، ولكن عثمان عزم عليهم أن لا يقاتلوا [6] , وأخرج ابن أبى شيبة بسند رجاله ثقات عن محمد ابن الحنيفة أن عليًا قال: لعن الله قتلة عثمان في السهل والجبل والبر والبحر [7]، والنصوص في هذا المعنى كثيرة جدًا [8] , مما يؤكد اشتهار كراهية على رضي الله عنه لقتل عثمان [9].
4 - وأما ما أورده من اتهام معاوية للأنصار في دم عثمان، فهذا لا يصح من معاوية وهو يعلم أن الذي قام بالدفاع جميعًا هم الأنصار، فقد أخرج ابن

[1] مرويات أبى مخنف، (211).
[2] منهاج السنة (1/ 4، 2111).
[3] البخاري رقم (3697).
[4] مرويات أبى مخنف، (212).
[5] تاريخ ابن عساكر، ترجمة عثمان، ص 35، مرويات أبى مخنف، ص (212).
[6] تاريخ ابن عساكر، ترجمة عثمان، ص (350).
[7] المصنف (15/ 268).
[8] نقل ابن عساكر نصوصًا كثيرة تبين نصرة على لعثمان، ترجمة عثمان، ص (395).
[9] مرويات أبى حنيف في تاريخ الطبري، ص (213).

اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 440

صيغة PDF

شهادة

الفهرست