responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 422
يفهمون ما يلقى إليهم فهمًا دقيقًا مطابقًا لمراد الله ورسوله، وهذا الأمر في غاية الوضوح إذ الناس في حياتهم وطلبة العلم في طلبهم يبحثون إبان تلقيهم عن أفضل العلماء علمًا وأحسنهم تصويرًا للمسائل، وأقدرهم تفهيمًا، وكم من تلميذ سطع نجمه، وعلا كعبه في العلم بفضل الله، ثم بفضل حسن تعليم معلمه، ونحن نعلم أن أحدًا لن يبلغ معشار ما بلغ إليه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حسن التعليم، ولا أقل من ذلك، وبهذا شهد معاوية بن الحكم رضي الله عنه في حسن التعليم، حيث قال: فبأبي هو وأمي ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه [1].
ج- ما يحصل لهم من يقين بما سمعوا وفهموا: فعلومهم يقينية، وعلوم من بعدهم يداخلها الظن في كثير من أحوالها.
د- ما يحصل لهم من اطلاع على أسباب النزول وأسباب ورود الأحاديث: ومعرفة الناسخ والمنسوخ مما يعينهم على فهم المراد وإدراك المقاصد.
هـ - وما يحصل لهم من مشاهدة أفعال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:التي تفسر أقواله، وتشرحها، وتبين آيات القرآن وتوضحها، ويوقف بها على المراد.
وإمكانية السؤال عما أشكل عليهم، والحصول على الجواب.
2 - سليقهم العربية:
يفهمون آي القرآن، وأحاديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بسليقتهم ويعرفون وجوه دلالتها على معانيها، فلا يحتاجون إلى ما يحتاج إليه من بعدهم من دراسة قواعد اللغة وقواعد الأصول.
3 - إخلاصهم لله وتقواهم:
فببركة إخلاصهم نالوا العلوم الكثيرة النافعة، في أوقات قليلة، كما قال تبارك وتعالى: {وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ} [البقرة:282].
فإذا تقرر هذا فكل هذه الأسباب شكلت فقها قويًا متماسكًا لدى أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قال ابن القيم بعد أن ذكر مدارك اختصوا بها، كسماعهم من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وسماعهم من بعضهم، وعلمهم بالعربية على أكمل الوجوه [2] ,

[1] مسلم، ك المساجد، رقم (33).
[2] مقاصد الشريعة لليوبى، ص (60).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 422
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست