responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 421
المبحث الرابع
حجية قول الصحابي والخلفاء الراشدين
تحدث الأصوليون عن مذهب الصحابي وقالوا بأنه من الأدلة المختلف فيها عند الكثير منهم، وحكى ابن القيم إجماع الأئمة الأربعة على الاحتجاج به [1].
إن أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وخصوصًا ساداتهم تبوأوا مكانة عالية في الفهم والإدراك كما قال عنهم ابن مسعود رضي الله عنه: فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، وأقومها هديًا، وأحسنها حالاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوا آثارهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم [2] , والشاهد من كلامه قوله: «أعمقها علمًا» فهم أعمق الأمة علمًا، وأكثرهم فهمًا وإدراكًا، ونسبة علم من بعدهم إلى علمهم كنسبة فضلهم إلى فضلهم [3] , وإذا كان هذا من الوضوح بمكان بحيث لا يحتاج إلى حجة وبرهان، فإنا نشير إلى بيان الأسباب التي بَوّأهم الله بها هذه المكانة وهي:
1 - تلقيهم المباشر من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
وهذا له أثره في الفهم من عدة نواح:
أ- صفاء المورد: إذ بتلقيهم من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يتلقون الوحي غضًّا كما أنزل، ويسمعون كلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - منه مباشرة، فليس علمهم مشويًا بما يكدره، بل هو محض الكتاب والسنة لم يختلط به آراء الرجال، وغيره من العلوم التي فتح بابها من بعد على المسلمين كعلوم الفلسفة وغيرها.
ب- دقة الفهم: حيث إن معلمهم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أفصح الناس لسانًا، وأبلغهم بيانًا، وأقدرهم تفهيمًا، فكيف إذا صادف ذلك آذانًا صاغية، وقلوبًا واعية، وسليقة مواتية، تنشد الحق، وتتلهف لسماعة، ولا شك أن ذلك يجعلهم

[1] إعلام الموقعين (4/ 120).
[2] شرح السنة للبغوي (1/ 214/ 215).
[3] إعلام الموقعين (4/ 147).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 421
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست