اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 38
وهو حي لا يموت اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقتها حجتها ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي. فإنك أرحم الراحمين» وكبر عليها أربعًا وأدخلها اللحد هو والعباس وأبو بكر رضي الله عنهما [1].
وقد احتج من احتج [2] بهذا الحديث على جواز التوسل بالذوات، وقد قام الأستاذ أبو عبد الرحمن جبلان بن خضر العروسى في رسالته لمرحلة الماجستير بتتبع طرق الحديث وبين ضعفها وبطلانها [3] ,ووضح أن الحديث قد روى من خمسة طرق: ثلاثة موصولة، ومرسلتان، فلم تخل واحدة منها من عدة علل فهو شديد الضعف، ومع هذا لم يرد التوسل المزعوم إلا في طريق واحدة، وهي طريق أنس، فهذه الأحاديث يمكن أن يعل بها الحديث لأن الكل ضعيف فيعل بعضه البعض ولا يزيدها إلا وهنا وضعفا، وأما من ناحية المتن فهو منقوض من عدة وجوه:
- إن في هذا الحديث مبالغة وإطراء وتجاوزًا للمألوف في ذلك العهد النبوي.
- هذا الحديث يخالف هدية وسننه في غسل جنازة المرأة، وذلك في أمور منها:
- سكبه بيده الشريفة لم يرد إلا في هذه القصة، وأما الذي ورد في غسل بنته زينب أنه أمرهم بالغسل، ولم يسكب بنفسه، فقد روى البخاري ومسلم عن محمد بن سيرين عن أن أم عطية قالت: دخل علينا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ونحن نغسل ابنته فقال: «اغسلنها ثلاثًا أو خمسًا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر، واجعلن في الآخرة كافورًا، فإذا فرغتن فآذننى» وقالت: فلما فرغنا ألقى إلينا حقوه فقال: «أشعرنها إياه»، ولم يزد على ذلك [4]. [1] السلسلة الضعيفة للألباني (1/ 32) رقم 23. [2] السمهودي في وفاء الوفاء (4/ 1373)، والكوثري في محق التقول: ص (379 - 391)، والبوطي في السلفية مرحلة، (155)، والعلوي في مفاهيم: ص (65) نقلا عن الدعاء ومنزلته من العقيدة، جبلان بن خضر. [3] الدعاء ومنزلته من العقيدة الإسلامية: ص (794 - 798). [4] الدعاء ومنزلته من العقيدة الإسلامية: ص (799).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 38