اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 37
عن أمير المؤمنين على رضي الله عنه أنه قال: قلت لأمي: أكفي فاطمة بنت رسول الله سقاية الماء والذهاب في الحاجة، وتكفيك هي الطحن والعجن [1].كما أن صلتها بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أضافت إلى شخصيتها مكرمة حفظ الحديث وروايته، فقد روت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مجموعة من الأحاديث، وقد كانت لها مكانة كبرى عند رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ويخصها بالهدية، فقد أورد ابن حجر بالإصابة أن عليًا رضي الله عنه قال: أُهدى إلى رسول الله حلة إستبرق فقال: «اجعلها خُمُرًا بين الفواطم» [2]. فشققتها أربعة أخمرة، خمارًا لفاطمة بنت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وخمارًا لفاطمة بنت أسد رضي الله عنها، وخمارًا لفاطمة بنت حمزة رضي الله عنها، ولم يذكر الرابعة [3].
ولقد كان حظ السيدة فاطمة مباركًا في حياتها وعند وفاتها، وحظيت بالتكريم إذ توفيت في حياة الحبيب المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [4] , وأما ما روى عن أنس في دفنها فهو واه ضعيف شديد الضعف ولا يتقوى من طرقه الأخرى التي جاءت لأنها كلها ضعيفة، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد أم على رضي الله عنها دخل عليها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فجلس عند رأسها فقال: رحمك الله يا أمي، كنت أمي بعد أمي، تجوعين وتشبعيننى، وتعرين وتكسيننى، وتمنعين نفسك طيبا وتطعميننى، تريدين بذلك وجه الله والدار الأخرة، ثم أمر أن تغسل ثلاثًا ثلاثًا، فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول الله بيده، ثم خلع رسول الله قميصه فألبسها إياه وكفنها ببرد فوقه، ثم دعا رسول الله أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلامًا أسود يحفرون، فحفروا قبرها، فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بيده وأخرج ترابه بيده، فلما فرغ دخل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فاضطجع فيه وقال: «الله الذي يحيى ويميت [1] مجمع الزوائد (8/ 356) رجال السند رجال الصحيح. [2] سنن ابن ماجة، ك اللباس رقم 3596. [3] الإصابة (8/ 27) رقم 1153. [4] أمير المؤمنين على بن أبى طالب، أحمد السيد: ص (24).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 37