responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 354
قال الإمام الشافعي: إذا خفت على عملك العُجْب، فاذكر رضا من تطلب، وفي أي نعيم ترغب، ومن أي عقاب ترهب، فمن فكر في ذلك صغر عنده عمله [1].
وقال النووي: وطريقة في نفى الإعجاب أن يعلم أن العلم فضل من الله تعالى، ومنّة عارية، فإن لله تعالى ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فينبغي ألا يعجب بشيء لم يخترعه، وليس مالكًا له، ولا على يقين من دوامه [2].
قال ابن القيم: اعلم أن العبد إذا شرع في قول أو عمل يبتغي مرضاة الله، مطالعًا فيه منة الله عليه به، وتوفيقه له فيه، وأنه بالله لا بنفسه، ولا بمعرفته وفكره وحوله وقوته، بل هو الذي أنشأ له اللسان والقلب والعين والأذن، فالذي منّ عليه بالقول والفعل، فإذا لم يغب ذلك عن ملاحظته ونظر قلبه لم يحضره العجب الذي أصله رؤية نفسه وغيبته عن شهود منة ربه وتوفيقه [3]. وأما العلاج الآخر للعجب فهو معرفة النفس ومحاسبتها، قال ابن الجوزى: من تلمح خصال نفسه وذنوبها، علم أنه على يقين من الذنوب والتقصير، وهو من حال غيره في شك، فالذي يُحذر منه الإعجاب بالنفس، ورؤية التقدم في أعمال الآخرة، والمؤمن لا يزال يحتقر نفسه، وقد قيل لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: إن مت ندفنك في حجرة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال: لأن ألقى الله بكل ذنب غير الشرك أحب إلىّ من أن أرى نفسي أهلاً لذلك (4)
, وقال ابن حزم: من امتحن بالعجب فليفكر في عيوبه، فإن أعجب بفضائله، فليفتش عما فيه من الأخلاق الدنيئة، فإن خفيت عليه جملة حتى لا يظن أنه لا عيب فيه، فليعلم أن مصيبته إلى الأبد، وأنه أتّم الناس نقصًا، وأعظمهم عيوبًا، وأضعفهم تمييزًا، وأول ذلك أنه ضعيف العقل، جاهل، ولا عيب أشد من هذين، لأن العاقل هو من ميّز عيوب

[1] سير أعلام النبلاء (10/ 42).
[2] المجموع (1/ 55).
[3] الفرائد، ص (144).
(4) صيد الخاطر، ص (250، 251) ..
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 354
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست