responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 353
حقق قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ" خرج من الرياء، ومن حقق قوله: {وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" خرج عن الإعجاب [1].
وقال الغزالي: اعلم أن آفات العجب كثيرة، فإن العجب يدعو إلى الكبر، فيتولد عن العجب الكبر، ومن الكبر الآفات الكثيرة التي لا تخفى، والعجب يدعو إلى نسيان الذنوب وإهمالها، وأما العبادات فإنه يستعظمها ويتبجح بها، ويمنّ على الله بفعلها وينسى نعمة الله عليه بالتوفيق والتمكين منها، والمعجب يغتر بنفسه وبرأيه ويأمن مكر الله وعذابه، ويظن أنه عند الله بمكان .. ويخرجه العجب إلى أن يثنى على نفسه ويحمدها ويزكيها [2].
وقال القرافي: وسر تحريم العجب أنه سوء أدب مع الله تعالى، فإن العبد لا ينبغي له أن يستعظم ما يتقرب به إلى سيده، بل يستصغره بالنسبة إلى عظمة سيده، لا سيما عظمة الله تعالى، ولذلك قال الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الزمر: 67]، أي ما عظموه حق تعظيمه، فمن أعجب بنفسه وعبادته فقد هلك مع ربه، وهو مطلع عليه، وعرض نفسه لمقت الله تعالى وسخطه [3]. ويمكن القول ابتداء أن سبب العجب أمران:
أ- الجهل بحق الله تعالى، وعدم تقدير الله تعالى حقّ قدره، وقلة العلم بأسماء الله وصفاته، وضعف التعبد بهذه الأسماء والصفات.
ب- الغفلة عن حقيقة النفس، وقلة العلم بطبيعتها، والجهل بعيوبها وأدوائها، وإهمال محاسبة النفس ومراقبتها [4].
ومن ثم فإن العلاج هو التعرف على الله تعالى، وتحقيق تعظيمه وتقديره حق قدره والقيام بالعبودية له من خلال العلم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وتعبد المولى عز وجل بها، فالخير كله بيديه، ورحمته تعالى وسعت كل شيء: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ} [النحل:53].

[1] مجموع الفتاوى (10/ 277).
[2] الإحياء (3/ 370)، باختصار.
[3] الفروق (4/ 227).
[4] معالم السلوك وتزكية النفوس، عبد العزيز العبد اللطيف، ص 98.
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 353
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست