اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 352
وبالجملة فإن المحافظة على أعمال الخير والإكثار من ذكر الله وعبادته وخشيته وحده، وعدم خشية الناس في ذات الله ومحبة الصالحين وغيرها، كل هذا من الأعمال الصالحة الحسنة المطلوبة، ولكن لابد أن تكون كلها لله، لأن الرياء هو عمل العمل الصالح لغير الله، فيجب على المؤمن تصحيح نيته لله، لا أن يترك العمل الصالح خوفًا من الرياء، فلتحذر تلك الأصناف من خطورة مرض الرياء، ولتتذكر قول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «من طلب العلم ليمارى به الفقهاء، أو يجارى به العلماء، أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار» [1].
إن أمير المؤمنين عليًا حذّر من الرياء، وبين أن الأعمال لا تقبل إلا إذا كانت خالصة لله وعلى سنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقد حث رضي الله عنه على التمسك بالسنة في
مناسبات عديدة، فقد قال: واقتدوا بهدى نبيكم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فإنه أفضل الهدى، واستنوا بسنته فإنها أفضل السنن [2].
4 - العجب: قال أمير المؤمنين على بن أبي طالب: الإعجاب آفة الألباب [3].إن العجب من الآفات التي تفسد الأعمال، وتهلك العباد، والعجب أحد العوارض التي تعرض للعاملين أثناء سيرهم إلى الله تعالى، والعجب داء ينافى الإخلاص ويضاده، ويجافى الذلَّ والافتقار لله تعالى، فهو سوء أدب مع الله جلا جلاله، كما أن العجب يجانب محاسبة النفس، ويعمى عن معرفة أدواء النفس وعيوبها، ومع كل ذلك فالحديث عن تلك الآفة قليل مع شدة خطرها، وعظيم ضررها، وكثرة انتشارها، قال عبد الله بن المبارك: العجب أن ترى عندك شيئًا ليس عند غيرك [4] , وفرق ابن تيمية بين الرياء والعجب فقال: والعجب قرين الرياء لكن الرياء من باب الاشتراك بالخلق، والعجب من باب الاشتراك بالنفس، فالمرائي لا يحقق قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ" والمعجب لا يحقق قوله تعالى: {وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" فمن [1] مسلم، ك الإمارة، باب من قاتل للرياء والسمعة (2/ 1513). [2] البداية والنهاية (7/ 319). [3] جامع بيان العلم وفضله (1/ 571). [4] سير أعلام النبلاء (8/ 407).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 352