responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 322
سنته، ويهتدون بهديه، ويقفون عند أمره ونهيه، حيًا وميتًا، امتثالاً لأمر ربهم: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر:7]، وقوله عز وجل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:21]، وخلفاؤهم هم القدوة الحسنة الذين أمرنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - باتباع سنتهم والعض عليها بالنواجذ، ولم ينقل أحد من أهل الإسلام أن أصحابه اجتمعوا ليلة في السنة عند قبره للذكر والعبادة، رجاء البركة، وهم أولياء الله، وحزب الهدى، وأنصار الحق، وكتائب الدين، وأعلم منا بما يحبه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأحرص على الطاعة، وتعظيم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في قلوبهم وتوقيره بالمكان الذي لا يخفي، ولا يختلف عليه، لأنه الذي نطق به القرآن، وأجمع على تعظيمهم له، ومحبته وتوقيرهم إياه أهل الإسلام، ولو كان هذا العيد السنوي عند قبره مما يقرب إلى الله، ولا يخاف منه فساد في الدين لكانوا أسبق إليه، ولم يأمرهم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حياته بشيء من هذا، ولا وجُد في سنته بفعل ولا تقرير ما يدل على مشروعيته عند قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعد موته، أو عند أحد من قبور أصحابه الذين ماتوا، ومرت عليهم السنون في حياته، فلم يتعبد هو ولا أصحابه بشيء من هذا، وهو أكمل الخلق عبودية لله، وأكملهم علمًا بما يرضى الله تعالى،
ونصحه لأمته، وحرصه على ما ينفعهم نزل به القرآن {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنَفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتِّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة:128]، وقد نهانا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن اتخاذ قبره عيدًا، فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لا تجعلوا بيوتكم قبورًا، ولا تجعلوا قبري عيدًا، وصلوا علىَّ، فإن صلاتكم تبلغنى حيث كنت» [1]، ومعنى عيد من العود، وهو الرجوع والمعاودة، لأنه يتكرر مرة بعد مرة، أي لا تجعلوا لزيارة قبري أيامًا معلومة، وأوقاتًا مخصوصة، كل شهر، أو كل سنة، أو غير ذلك، في اجتماع عام يتكرر بصفة ثابتة كالعيد، ولا تتخذوه منسكًا ترحلون إليه كالحج، ولا تشبهوا باليهود والنصارى، فإنهم يفعلون ذلك، وقد

[1] فتح الباري: (4/ 376) إسناده حسن.
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 322
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست