responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 321
رجال الاستعمار البريطاني يحض على تشجيع البدع والأوهام بين المسلمين يقول: فإن ذلك كفيل بإبعادهم عن الإسلام، يقول الشيخ أحمد الباقورى: أن أحد كبار المستشرقين حدثه عن بعض أساليب الاستعمار في آسيا، أن الضرورة كانت تقضي بتحويل القوافل الآتية من الهند إلى بغداد، عبر تلك المنطقة الواسعة إلى اتجاه جديد، للمستعمر فيه غاية، ولم تجد الوسائل في جعل القوافل تختاره، وأخيرًا اهتدوا إلى إقامة عدة أضرحة وقباب على مسافات متقاربة في هذا الطريق، وما هو إلا أن تناقل الناس الإشاعات بما فيها من الأولياء، وبما شوهد من كرامتهم، حتى صارت تلك الطريق مأهولة، ومقصودة عامرة [1] , وقد اهتمت الحكومة الإنجليزية بالحالة الدينية في مصر، وهي ترصد التحرك الشيوعي في المنطقة، فكان مما طمأنها على تدين المصريين: أن ثلاثة ملايين مسلم زاروا ضريح أحمد البدوى بطنطا في ذلك العام، يقول أحد العلماء الذين أوفدوا من وزارة الأوقاف لوعظهم: لقد كنت أشهد من أعمالهم ما يستدعي الجلد بالسياط لا ما يستدعي الزجر بالكلام، ولو دعوا إلى واجب ديني صحيح لفروا نافرين، وحسبك معرفة حالهم أنهم جاءوا الضريح المذكور للوفاء بالنذور والابتهال بالدعاء [2].

هـ - هل المزارات من الإحداث في الدين: مات رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو أكرم الخلق على الله تعالى وأتقاهم لله، وأخشاهم لله، وتوقير أصحابه له غير خاف، ومحبتهم إياه لا تقدر، وقُبر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في بيته، ومكان قبره الشريف معروف لدى أصحابه غير مجهول، وهو أفضل قبر في الدنيا، فلم يقيموا عليه مشهدًا ولا بناء، ولا قبابًا، ولم يجتمع عند قبره الخلفاء الراشدين إحياء لذكراه في يوم من السنة معلوم في (مزار) ولا غيره من أصحابه الأخيار، اغتنامًا للذكر والعبادة، بل كانوا إذا مروا بقبره الشريف يصلون ويسلمون عليه كما أمرهم ربهم، وكانوا يطيعون أمره ويتبعون

[1] انظر: ليس من الإسلام، لمحمد الغزالي، ص (224).
[2] الغلو في الدين، ص (105).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 321
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست