اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 272
الداعية في خط وسط بين مقامي الخوف والرجاء، فلا ينطلق في تخويف الناس إلى الحد الذي يجعلهم يقنطون من رحمة الله، ولا ينطلق في ترغيب الناس إلى الحد الذي يجعلهم يأمنون من عذاب الله تعالى، ونجد عليًا رضي الله عنه في هذا النص يبين أن من مظاهر الفقه في الدين ألا يهون العالم من شأن المعاصي فيجرئ الناس على ارتكابها، وأن يحافظ على مستوى الإيمان والتقوى لدى الناس مع محاولة رفعهم نحو الكمال في ذلك، كما أن من الفقه أن يحاول العالم ربط المسلمين بكتاب الله تعالى، وهنا يبين على رضي الله عنه أهمية القرآن الكريم وتفضيله المطلق على كل ما سواه، وفيه تبيين أو تعليم للطريقة التي نتعامل بها مع القرآن الكريم، وألا نتجاوزه إلى غيره رغبة عنه لأنه مصدر الهداية الأول، ومن المعلوم أن السنة النبوية بيان تفصيلي للقرآن الكريم، فالتوجيه إلى القرآن يعتبر توجيهًا إلى السنة، ثم يبين أن من أهم شروط العبادة الشرعية المقبولة أن تكون صادرة عن علم بالكتاب والسنة وأن العلم لا يكون نافعًا إلا إذا رافقه الفهم الصحيح.
ويختم وصيته النافعة ببيان أهمية تدبر معاني كتاب الله تعالى حال التلاوة لأن الخير كل الخير في فهم مقاصد القرآن الكريم للعمل بأحكامه، والتوجه الكامل لله بالقلب والعقل والروح والجوارح عند قراءتنا لكتابة، وبذل كل ما نستطيع لفهم مراد الله والعمل بأوامره واجتناب نواهيه، والتخلص من كل العوائق التي تحول بيننا وبين كتاب الله، فهذا يدعونا للتجرد لله بالكلية وإخلاص الدين له، وتحرى مراد الله ورسوله ودين الحق، ولو أدى إلى مفارقة الأهل والمال والولد والوجاهة الدنيوية، فإن ما عند الله خير وأبقى والاتعاظ بمواعظه وتنمية الإيمان بتذكر معاني هذا الكتاب العظيم [1].
4 - ما أبردها على الكبد: عن الشعبي عن على رضي الله عنه أنه خرج عليهم وهو يقول: ما أبردها على الكبد فقيل له: وما ذلك؟ قال: أن تقول للشيء لا تعلمه: الله أعلم [2]. [1] التاريخ الإسلامي (12/ 431 - 433). [2] جامع بيان العلم وفضله (2/ 66).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 272