responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 271
(ج) أن العلم الشرعي حاكم لأنه تنتظم به شئون الحياة: وعلى منهاجه يجب أن تقرر جميع الأنظمة التي تحكم الناس، فهو الحاكم الحقيقي، أما المال فإنه محكوم عليه لأن إصداره وإيراده يخضع للأنظمة الحاكمة سواء كانت شرعية أو غير شرعية [1].
(د) أن العلاقات الاجتماعية التي تقوم على المصالح المالية المشتركة تزول بزوال المال: لأنه هو الذي عقد تلك العلاقات بناء على تبادل المصلحة بوجوده، فإذا زال زالت تلك المصالح، أما العلاقات الأخوية التي تقوم على تبادل العلم الشرعي بين العالم ومحبيه فإنها باقية خالدة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {الأخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ} [الزخرف:67].
(هـ) أن العلم الشرعي يكسب ولاء المسلمين وطاعتهم لأهله اختيارًا منهم: من غير أن تفرض عليهم هذه الطاعة، وذلك على امتداد حياتهم، كما يكسبهم الذكر الحسن بعد مماتهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، حيث لا يفقد الناس إلا صورهم وأشكالهم.
وإننا لو استعرضنا التاريخ إلى عصرنا هذا لوجدنا العلماء من عهد الصحابة، رضي الله عنهم، تتردد أسماؤهم ويذكر التاريخ حياتهم في الكتب والخطب والدروس العلمية، بينما اندرست أسماء كبار أهل الدنيا بانقضاء حياتهم، وأحيانًا يشاهدون انطفاء سمعهم وهم أحياء [2].
3 - أن الفقيه كل الفقه الذي لا يقنط الناس من رحمة الله: ولا يؤمنهم من عذاب الله، ولا يرخص لهم في معاصي الله، ولا يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره، ولا خير في عبادة لا علم فيها، ولا خير في علم لا فهم فيه، ولا خير في قراءة لا تدبر فيها [3].
في هذا النص يبين أمير المؤمنين على رضي الله عنه أن من الفقه في الدين التزام صفة الاتزان والاعتدال في عرض أمور الدنيا ومحاولة إصلاح الناس، وذلك بأن يسير

[1] التاريخ الإسلامي (12/ 442).
[2] المصدر نفسه (12/ 443).
[3] حلية الأولياء (1/ 77)، صفة الصفوة (1/ 325).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 271
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست