responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 428
إن الحسن بن على رضى الله عنه يعلمنا كيف نزهد فى الجاه والسلطان والملك والشهرة ابتغاء مرضاة الله تعالى، فالحسن رضى الله عنه ازداد رفعة وسيادة بتنازله فى الدنيا وأصبح رمزًا لنكران الذات ومعلمًا للإيثار ومدرسة وفخرًا للأمة عبر الأجيال فى تقديمه مصلحة الأمة فى وحدتها وحفظ دمائها على أى مصلحة أخرى، ولقد بلغت شهوة حب الجاه فى قلوب الكثيرين مداها وأصبحوا يتنافسون على بلوغها، ويبذلون من أجلها الأموال والطاقات، ويتحايلون على الوصول إليها بالحيل والخداع ويقدمونها على شهوة حب المال وذلك للأسباب التالية:
1 - لأن التوصل بالجاه إلى المال أيسر من التوصل بالمال إلى الجاه، فالعالم أو العابد الذى تقرر له جاه فى القلوب لو أراد اكتساب المال لبذل له الناس من أموالهم وأعمالهم ما يحقق له ذلك.
2 - أن المال معرض للتلف أو الزوال ويتطرق إليه الخطر، أما الجاه فإنه إذا دخل القلوب ملكها واستقر فيها فلا تمتد إليه الأخطار إلا إذا حصل ما يغير نظرة الناس إلى صاحب الجاه.
3 - أن ملك القلوب يسرى ويتزايد من غير حاجة إلى تعب ومقاساة، فالناس إذا أعجبوا بشخص أكثروا مدحه والحديث عنه وانتشر صيته بينهم [1].
وهناك تداخل كبير بين شهوتى حب النفس وحب الجاه، وينتج عن هذا التداخل العقد أمراض نفسمة منها، الرياء، والكبر، والتعالي على الناس والإعجاب بالنفس، وحب الدح بين الناس، الأنانية والشح والحسد، وكثرة الغضب، والذل والمداهنة، وهى فى الحقيقة محرمات قلبية تحتاج لمجاهدة وتربية سلوكية على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، كما أن من يحرص على بلوغ الجاه عند أهل الدنيا، ويجعل من ذلك شغله الشاغل، فإنه سيبذل لهم من دينه وكرامته لكى ينال ما يطمح إليه، ويذل لهم ليكسب رضاهم [2]، وفى ذلك يقول ابن تيمية رحمه الله: وكذلك طالب الرياسة والعلو فى الأرض قلبه رقيق لمن يعينه عليها،

[1] أمراض النفس، ص (77).
[2] المصدر نفسه، ص (78 - 92).
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 428
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست