اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 342
أقول له حين ألفيته ... عليك السلام أبا جعفر
فوقف وقال: عليك السلام ورحمة الله، فقال:
وهدى ثيابي قد أخلقت ... وقد عفّنى زمن منكر
قال: فهذى ثيابى مكانها، وعليه جبة خز ويعينك على زمنك، فقال:
فأنت كريم بنى هاشم ... وفى البيت منها الذي يذكر
قال: يا ابن أخى، ذاك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [1].
وكتب رجل إلى عبد الله بن جعفر رقعة فجعلها في ثنى وسادة التى يتكئ عليها، فقلب عبد الله الوسادة، فنظر بالرقعة، فقرآها فردها في موضعها، وجعل مكانها كيسًا فيه خمسة آلاف دينار فجاء الرجل فدخل عليه، فقال: اقلب المرفقة فانظر ما تحتها فخذه، فأخذ الرجل الكيس وخرج وأنشأ يقول:
زاد معروفك عندي عظمًا ... أنه عندك مستور حقير
تتناساه كأنه لم تأته ... وهو عند الله مشهور كبير (2)
3 - ديون الزبير بين عبد الله بن الزبير وعبد الله بن جعفر:
أسلف عبد الله بن جعفر الزبير ألف ألف، فلما توفى قال ابن الزبير لعبد الله ابن جعفر: إنى وجدت في كتب أبي أن له عليك ألف ألف درهم، قال: هو صادق، فاقبضها إذا شئت، ثم لقيه بعد فقال: إنما وهمت عليك، المال لك عليه، قال: فهو له، قال: لا أريد ذلك [3]. قال الذهبى: هذه الحكاية من أبلغ ما بلغنا في الجود [4]، وجاء في رواية ابن عساكر عندما قال عبد الله بن الزبير لعبد الله بن جعفر: لا أريد ذاك، قال ابن جعفر: فاختر إن شئت فهو له، وإن كرهت ذلك فلك فيه نظرة ما شئت، فإن لم ترد ذلك فبعنى من ماله ما شئت، قال: أبيعك، ولكنى أقوِّم، فقوم الأموال ثم أتاه فقال: أحب أن لا يحضرنى وإياك أحد، فقال [1] تاريخ دمشق (29/ 199).
(2) المصدر نفسه (29/ 189). [3] تاريخ الإسلام، حوادث ووفيات، 61 - 80، ص (431). [4] المصدر نفسه، ص (431).
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 342