اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 343
له ابن جعفر: يحضرنا الحسن والحسين فيشهدان لك، قال: ما أحب أن يحضرنا أحد، قال: انطلق فمضى معه، فأعطاه خرابًا وسباخًا لا عمارة له، وقومه عليه حتى إذا فرغ، قال عبد الله لغلامه: ألق لي في هذا الموضع مصلى، فألقى له في أغلظ موضع من تلك المواضع مصلى، فصلى ركعتين وسجد، فأطال السجود يدعو، فلما قضى ما أراد من الدعاء قال لغلامه: احفر في موضع سجودى، فحفر، فإذا عين، فملأ نبطها فقال له ابن الزبير: أقلنى، قال: أما دعائى وإجابة الله إياى فلا أقيلك فصار ما أخذ منه أعمر مما في يدى ابن الزبير [1].
4 - لئن والله وعدنا نعيم الآخرة، فقد عجلت نعيم الدنيا ([2]):
عن محمد بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن أبيه، عن جده، قال: دخل ابن أبي عمار -وهو يومئذ فقيه أهل الحجاز- على نخاس يعترض منه جارية، فعرض عليه جارية بأكثر مما كان معه من الثمن، وكانت حسنة الوجه جدًا، فعلق بها، وأخذه أمر عظيم، ورآه النخاس فتباعد عليه في الثمن، واستُهْتر بذكرها فمشى إليه عطاء وطاوس ومجاهد يعذلونه، فكان جوابه أن قال:
يلومنى فيك أقوام أجالسهم ... فما أبالى أطار اللوم أوقعا
قال: فبلغ خبره عبد الله بن جعفر، فبعث إلى مولى الجارية، فاشتراها منه بأربعين ألف درهم، وأمر قيّمة جواريه أن تزينها وتحيها ففعلت، وقدم المدينة، فجاءه الناس يسلمون عليه، وجاءه جلة أهل الحجاز فقال: ما لى لا أرى ابن أبي عمار زائرًا؟ فأخبر الشيخ، فأتاه، فلما أراد أن ينهض استجلسه فقال له ابن جعفر: ما فعل حبك فلانة، قال: في اللحم والدم والمخ والعصب والعظم، فقال له: أتعرفها إن رأيتها؟ قال: جعلت فداك، هى مصورة في نصب عينى عند كل خطرة وفكرة، قال: والله ما نظرت إليها منذ ملكتها، يا جارية أخرجيها، فأخرجت ترفل في الحلى والحلل فقال: هى هذه؟ فأنشأ يقول:
هى التى هام قلبى من تذكرها ... والنفس مشغولة أيضاً بذكراها [1] تاريخ دمشق (29/ 187). [2] سير أعلام النبلاء (3/ 461).
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 343