اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 241
إن للإنفاق في سبيل الله علاقة وثيقة بالسير إلى الله فهو وسيلة مؤثرة غاية التأثير كما أنه من الوسائل المحورية في إحياء القلب وإيقاظ الإيمان، ولنا في جود وكرم وإنفاق الحسن بن علي أسوة وقدوة حسنة. فإن الإنفاق في سبيل الله من أعظم أبواب الجنة وهو مفتوح للمؤسرين أكثر من غيرهم، دخل من خلاله سادات الأمة الجنة، مثل عثمان وعبد الرحمن بن عوف والحسن وغيرهم، فعلى أغنياء المسلمين في العصر الحديث أن يقتحموا هذا الباب فيدعموا قضايا الإسلام العادلة ومشاريع الدعوة إليه بما يستطيعون فيكسبون رضا الله ودخول الجنة والمساهمة في نصرة دين الله وإغاثة المحتاجين ولا يبخلوا فيضيق الله عليهم.
5 ـ حلمه:
كان بين الحسن بن علي ومروان بن الحكم كلام، فأقبل عليه مروان فجعل يغلظ له، والحسن ساكت، فامتخط مروان بيمينه، فقال الحسن رضي الله عنه: ويحك أما علمت أن اليمين للوجه والشمال للفرج، أف لك، فسكت مروان [1] وما سكون الحسن رضي الله عنه، إلا لما كان لحق نفسه، فلما خالف مروان السنة، غضب لله وللسنة وأبان له الصواب فيها [2]، ولما مات رضي الله عنه، بكى مروان بن الحكم في جنازته، فقال له الحسين: أتبكيه وقد كنت تجرِّعه ما تجرِّعه؟ فقال: إني كنت أفعل ذلك إلى أحلم من هذا وأشار إلى الجبل [3]، وذكر ابن عائشة أن رجلاً من أهل الشام، قال: دخلت المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، فرأيت رجلاً راكباً على بغلة، لم أرَ أحسن وجهاً ولا سمتاً، ولا ثوباً، ولا دابة منه، فمال قلبي إليه فسألت عنه، فقيل: هذا الحسن بن علي بن أبي طالب فامتلأ قلبي بغضاً له، وحسدت علياً أن يكون له ابن مثله، فصرت إليه، فقلت: أأنت ابن علي بن أبي طالب؟ قال: أنا ابنه، قلت: فعل بك وبأبيك، أسبهما، فلما انقضى كلامي، قال لي: أحسبك غريباً، قلت: أجل، قال: مر بنا فإن احتجت إلى منزل أنزلناك، وإن احتجت إلى مال آسيناك، أو إلى حاجة عاوناك، قال: [1] سير أعلام النبلاء (3/ 260). [2] الدوحة النبوية الشريفة صـ 87. [3] تهذيب الكمال (6/ 235).
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 241