responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 242
فانصرفت عنه، وما على الأرض أحب إليَّ منه وما فكرت فيما صنع، وصنعت إلا شكرته وخزيت نفسي ([1]
وهذه المواقف الكريمة التي نتعلم منها الحلم من سيرة الحسن بن علي رضي الله عنه وكيفية كسب المخالفين، بالإحسان إليهم والترفق بهم والصبر على آذاهم ومحبة الخير لهم وقد يغلب على كثير منهم الجهل وعدم معرفة الحقائق، تطبيق لقول الله تعالى: ((خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)) (الأعراف، الآية: 199) واقتداء بجده صلى الله عليه وسلم، فقد بلغ عليه الصلاة والسلام الذروة والغاية في حلمه وعفوه وضبط نفسه إزاء التخرصات والمفتريات التي نُسِبت إليه، إضافة إلى الإيذاء من مشركين العرب: كامرأة أبي لهب، وأبي جهل، وأبي بن خلف، وغيرهم من سفهاء مكة [2]، ووصفت السيدة عائشة رضي الله عنها خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح [3]، وعنها أيضاً قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط ـ بيده ولا امرأة ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شئ ـ قط فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيئاً من محارم الله فينتقم لله عز وجل [4].
وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى اله عليه وسلم قال: من كظم غيظاً ـ وهو قادر على أن ينفذه [5] دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يُخيَّر من أي الحور العين [6] شاء [7] وفي صفة الحلم يقول الشاعر:
وفي الحلم ردع للسفيه عن الأذى
وفي الخرق [8] إغراء فلا تلك أخرقا
فتندم إذ لا تنفعك ندامة
كما ندم المغبون لمّا تفرَّقا (9)

[1] وفيات الأعيان (2/ 67، 68) ..
[2] الأخلاق بين الطبع والتطبع، فيصل الحاشدي صـ 139.
[3] رواه الترمذي رقم 2016 وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم 1640.
[4] مسلم رقم 2328.
[5] ومنه العفو عند المقدرة.
[6] الحور: نساء شديدات سواد العيون وبياضها.
[7] سنن الترمذي رقم 4777 حسّنه الألباني صحيح الجامع (2/ 6518).
[8] الخرق: الجهل ضدُّ الرِّفق.
(9) الأخلاق بين الطبع والتطبع صـ 151.
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 242
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست