responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 231
وأدعية، وكان يحث الناس على الصلوات في المساجد وكان يقول من أدمن الاختلاف إلى المساجد رزقه الله احدى خصال: أخاً مستفاداً ورحمة مستترة له أو علماًَ مستطرفاً أو كلمة تدل على هدى أو يترك الذنوب خشية أو حياء [1]، وكان رضي الله عنه من أهل القيام، فقد كان رضي الله عنه يأخذ نصيبه من القيام في أول الليل وكان الحسين رضي الله عنه يأخذه من آخر الليل [2]، فقيام الليل من الوسائل المهمة في إيقاظ الإيمان، جربها الصالحون فوجدوا لها أبلغ الأثر في إحياء القلوب، وقال ابن الحاج في المدخل: وفي قيام الليل من الفوائد جملة، فمنها: أنه يحط الذنوب كما يحط الريح العاصف الورق اليابس من الشجرة، ومنها أنه ينور القلب، ومنها أن موضعه تراه الملائكة من السماء يتراءى مثل الكوكب الدري لأهل الأرض، ونفحه من نفحات قيام الليل تعود على صاحبها بالبركات والأنوار والتحف التي يعجز عنها الوصف (3)
إن قيام الليل شرف المؤمن كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شرف المؤمن صلاته بالليل، وعزه استغناؤه عما في أيد الناس [4]، ومهما كثرت دعاوي المحبة طولب أصحابها بالدليل، وشهدت عليهم ساعات الليل، فالبينة على من ادعى، فأهل القيام هم الأشراف بين الناس، أما أهل النوم والغفلة ـ من أمثالنا ـ فقد فضحتهم تلك الساعات، فأسقطت ذكرهم، وأدنت شرفهم [5]، ومن سيرة الحسن بن علي نتعلم أهمية قيام الليل، فبالليل يتم الغرس، غرس بذور الإخلاص والصدق، وعلى قدر غرسك سيكون الخير في قلبك، وكلما ازدادت مساحته، ازداد توالي الهدايا عليه من كل جانب ((إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا)) (الأنفال، آية: 70).
إن قيام الليل من أهم صور الشكر التي كان يمارسها الحسن بن علي رضي الله عنه، فشكر الله ـ عز وجل ـ على نعمه التي لا تعد ولا تحصى غاية من غايات

[1] عيون الأخبار (3/ 5) الحسن بن علي صـ 27.
[2] الزهد لابن حنبل صـ 171، رهبان الليل (1/ 403) للعفاني.
(3) الإيمان أولاً صـ 172.
[4] صحيح الجامع رقم 3701 السلسلة الصحيحة رقم 1903.
[5] الإيمان أولاً صـ 173.
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 231
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست