responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 230
الشمس، فإنه وقت غنيمة، وللسير في ذلك الوقت عند السالكين مزية عظيمة حتى لو ساروا طول ليلهم لم يسمحوا بالقعود ذلك الوقت حتى تطلع الشمس، فإنه أول النهار ومفتاحه، ووقت نزول الأرزاق، وحصول القسم، وحلول البركة، ومنه ينشأ النهار، وينسحب حكم جميعه على حكم تلك الحصة، فيجب أن يكون نومها كنوم المضطر [1]، ولشرف هذا الوقت، ولأهميته في السير إلى الله، نجد الترغيب الشديد في إحيائه بالذكر، فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة [2].
قال ابن رجب: لما كان الحج من أفضل الأعمال والنفوس تتوق إليه لما وضع الله في القلوب من الحنين إلى ذلك البيت المعظم وكان كثيراً من الناس يعجز عنه ولا سيما كل عام، شرع الله لعباده أعمالاً يبلغ أجرها أجر الحج، فيتعوض بذلك العاجزون في التطوع [3].
ويقول الأستاذ البنا: أيها الأخ العزيز، أمامك كل يوم لحظة بالغداة، ولحظة بالعشي، ولحظة في السحر، تستطيع أن تسمو فيها كلها بروحك الطهور إلى الملأ الأعلى، فتظفر بخير الدنيا والآخرة وأمامك مواسم الطاعات، وأيام العبادات، وليالي القربات التي وجهك إليها كتابك الكريم، ورسولك العظيم، فأحرص أن تكون فيها من الذاكرين لا من الغافلين ومن العاملين لا من الخاملين، واغتنم الوقت، فالوقت كالسيف، ودع التسويف فلا أضر منه [4].
- وكان الحسن بن علي رضي الله عنه يقول إذا طلعت الشمس: سمع سامع بحمد الله الأعظم لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، سمع سامع بحمد الله الأمجد لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير [5]، وقد لازم الحسن بن علي ما ثبت عن رسول الله من أوراد وأذكار

[1] تهذيب مدارج السالكين صـ 248.
[2] سنن الترمذي وقال الترمذي حديث حسن صحيح رقم 586.
[3] لطائف المعارف صـ 351، البدر في الحث على صلاة الفجر الدكتور عماد علي صـ 86.
[4] الرقائق صـ 18 نقلاً عن مجلة مجلة الدعوى العدد 8 سنة 1951، الإيمان أولاً صـ 248.
[5] الطبقات (1/ 291) تحقيق السلمي إسناده صحيح.
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 230
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست