اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 124
أبي طالب رضي الله عنه برد كان يكثر لبسه قال: فقيل: يا أمير المؤمنين إنك لتكثر لبس هذا البرد؟ فقال: نعم، إن هذا كسانيه خليلي وصفيي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ناصح الله فنصحه، ثم بكى [1] ومن هذه القصص وأمثالها عرف الحسن حقيقة محبه علي وأهل البيت لعمر ومحبة عمر لهم.
- ما قاله علي في عمر بعد استشهاده:
قال ابن عباس كما في صحيح البخاري: وصنع عمر على سريره فتكنفه الناس يدعون ويصلون، قبل أن يرفع، وأنا فيهم، فلم يرعني إلا رجل أخذ منكبي، إذا علي بن أبي طالب، فترحم على عمر وقال: ما خلفت أحداً أحب إليَّ أن ألقى الله بمثل عمله منك، وايم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك وحسبت أني كنت كثيراً ما أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر [2].
- إن عمر بن الخطاب كان يكره نزوله، فأنا أكرهه لذلك:
لما فرغ علي من وقعه الجمل، ودخل البصرة، وشيع أم المؤمنين عائشة لما أرادت الرجوع إلى مكة، سار من البصرة إلى الكوفة، فدخلها يوم الاثنين، لثنتي عشرة ليلة خلت من رجب سنة ست وثلاثين، فقيل له: أنزل بالقصر الأبيض، فقال: لا إن عمر بن الخطاب كان يكره نزوله فأنا أكره لذلك، فنزل في الرحبة وصلى في الجامع الأعظم ركعتين (3)
- حب أهل البيت لعمر رضي الله عنه:
إن من دلالة محبة أهل البيت لعمر رضي الله عنه تسمية أبنائهم بإسمه حباً وإعجاباً بشخصيته، وتقديراً لما أتى به من الأفعال الطيبة والمكارم العظيمة، ولما قدم إلى الإسلام من الخدمات الجليلة، وإقراراً بالصلات الودية الوطيدة والتي تربطه بأهل بيت النبوة والرحم، الصهر القائم بينه وبينهم، فأول من سمي ابنه باسمه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سمى ابنه من أم حبيب بنت ربيعة البكرية [1] المصنف لابن أبي شيبة (12/ 29) [2] البخاري رقم 3685.
(3) تاريخ الخلافة الراشدة، محمد كنعان صـ 383.
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 124