اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 123
رضي الله عنه يعرف لعلي فضله، وفقهه، وحكمته، وكان رأيه فيه حسناً، فقد ثبت فيه قوله فيه أقضانا علي [1]، وكان لعلي اجتهادات في الأمور القضائية، والمالية والإدارية في عهد الفاروق أخذ بها أمير المؤمنين عمر، وكان الفاروق يستشير علي في الأمور الكبيرة منها والصغيرة، وقد استشاره حين فتح المسلمون بيت المقدس، وحين فتحت المدائن، وعندما أراد عمر التوجه إلى نهاوند وقتال الفرس، وحين أراد أن يخرج لقتال الروم، وفي موضع التقويم الهجري وغير ذلك من الأمور [2]، وكان علي رضي الله عنه طيلة حياة عمر مستشاراً ناصحاً لعمر محباً له خائفاً عليه، وكان عمر يحب علياً وكانت بينهم مودة ومحبة وثقة متبادلة، ومع ذلك يأبى أعداء الإسلام إلا أن يزوروا التاريخ، ويقصوا بعض الروايات التي تناسب أمزجتهم ومشاربهم ليصوروا لنا فترة الخلفاء الراشدين عبارة عن: أن كل واحد منهم كان يتربص بالآخر الدوائر لينقضّ عليه، وكل أمورهم كانت تجري من وراء الكواليس ([3])،
إن من أبرز ما يلاحظه المتأمل في خلافة عمر تلك الخصوصية في العلاقة وذلك التعاون المتميز الصافي، بين عمر وعلي رضي الله عنهما، فقد كان علي هو المستشار الأول لعمر في سائر القضايا والمشكلات وما اقترح علي على عمر رأياً إلا واتجه عمر إلى تنفيذه عن قناعة، وكان علي رضي الله عنه يمحضه النصح في كل شئونه وأحواله [4]، فلا شك أن تلك العلاقة بين علي وعمر رضي الله عنهما لها انعكاساتها الثقافية والعلمية والتربوية على الحسن وأبناء ذلك الجيل والمواقف التي تدل على قوة العلاقة بين عمر وعلي كثيرة منها:
- كساني هذا الثوب أخي وخليلي:
خرج علي وعليه برد عدني فقال: كساني هذا الثوب أخي وخليلي وصفيي وصديقي أمير المؤمنين عمر [5]، وفي رواية عن أبي السفر قال: رؤي على علي بن [1] الاستيعاب في معرفة الأصحاب صـ 1102. [2] علي بن أبي طالب مستشار أمين للخلفاء الراشدين صـ 99. [3] علي بن أبي طالب مستشار أمين للخلفاء الراشدين صـ 99 .. [4] فقه السيرة النبوية للبوطي صـ 529. [5] المختصر من كتاب الموافقة صـ 140.
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 123