اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 326
وأمره بالخنافس. وعندما علم خالد بتحرك بعض القبائل ورغبتهم بالانضمام إلى روزبة في الحصيد جعل القعقاع أميرًا على الناس في الحصيد بعد أن ترك مكانه عياض بن غنم على الحيرة، فلما علم روزبة بتوجه القعقاع إليه استمد زرمهر فانضم إليه، والتقى المسلمون بجموع الفرس وقتلوا منهم مقتلة عظيمة من بينهم زرمهر وروزبة وغنموا غنائم كثيرة [1]، وقد قال القعقاع بن عمرو في هذه المعركة:
ألا أبلغا أسماء أن حليلها ... قضى وطرًا من روزمهر الأعاجم
غدا صبحنا في حصيد جموعهم ... لهندية تفرى فراخ الجماجم (2)
10 - وقعة المصيَّخ:
بعد أن وصلت أخبار المسلمين في الْحُصَيد إلى خالد واعد قادة جيوشه في ليلة وساعة يجتمعون فيها عند المصيخ قرب حوران، فلما توافوا في موعدهم بيتوا بعض القبائل ومن آوى إليهم من ثلاثة أوجه فأوقع بهم خسائر كبيرة [3]، ثم علم خالد بتحشد بعض القبائل في «الثَّنِي» وهو موضع قرب الرقة «والزُّمَيل» في ديار بكر استعدادًا لقتال المسلمين، فباغتهم في «الثني» من عدة اتجاهات فشتت جموعهم، وكذلك هاجم المتحشدين في «الزميل» فأوقع بهم خسائر هائلة [4].
يقول عدي بن حاتم: انتهينا في هذه الغارة إلى رجل يقال له حرقوص بن النعمان النمري، وحوله بنوه وبناته وامرأته، وقد وضع لهم جفنة من الخمر، وهم يقولون: أحد يشرب هذه الساعة وهذه جيوش خالد قد أقبلت؟ فقال لهم: اشربوا شرب وداع، فما أرى أن تشربوا خمرًا بعدها، فشربوا وجعل يقول:
ألا فاشربوا من قبل قاصمة الظهر ... بعيد انتفاخ القوم بالعكر الدثر
وقبل منايانا المصيبة بالقدر ... لحين لعمري لا يزيد ولا يجري (5) [1] البداية والنهاية: 6/ 355.
(2) الكامل في التاريخ: 2/ 59. [3] أبو بكر الصديق، خالد الجنابي، نزار الحديثي: ص 55. [4] تاريخ الطبري: 4/ 199، 200.
(5) تاريخ الطبري: 4/ 199.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 326