responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 134
أ- العبادة:
إن من عوامل النهوض التي سار عليها ابن السنوسي تصحيح مفهوم العبادة في أذهان أتباعه ونجد ذلك في قوله لبعض تلاميذه وأخوانه لأي شيء نأمركم بقراءة النحو؟ لإصلاح ألسنتكم لكتاب الله وحديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -) ثم قال: (بالكم تقولون الذي يقرأ النحو ما نوصله الى الله. بالكم تقولون الذي يخدم الحجر والطين مانوصله الى الله، بالكم تقولون الذي يرعى الابل مانوصله الى الله، وهكذا وعدّ أشياءً كثيرة) [1].
وقد اتضح مفهوم العبادة الشامل عند اتباع الحركة السنوسية، وكان طلاب الزوايا في يوم الخميس من كل اسبوع يخصصونه للشغل بالأيدي، فيتركون الدروس كلها ويشتغلون بأنواع المهن من بناء ونجارة، وحدادة، ونساجة، وغير ذلك، لا تجد فيهم إلا عاملاً بيده، وكان محمد المهدي السنوسي الزعيم الثاني للحركة يشوق الطلبة والمريدين الى القيام بالحرف والصناعات، ويقول لهم جملاً تطيب خواطرهم وتزيد رغبتهم في حرفهم حتى لايزدروا بها أو يظنوا طبقتهم هي أدنى من طبقة العلماء فكان يقول لهم: (يكفيكم من الدين حسن النية والقيام بالفرائض الشرعية، وليس غيركم بأفضل منكم). وأحياناً يدمج نفسه بين أهل الحرف ويقول لهم وهو يشتغل معهم: (يظن أهل الوريقات والسبيحات أنهم يسبقوننا عند الله، لا والله مايسبقوننا) [2].
إن مفهوم العبادة عند السنوسية وافق تعريف ابن تيمية عندما قال: (العبادة اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه: من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، فالصلاة والزكاة والصوم والحج، وصدق الحديث وأداء الأمانة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، الوفاء بالعهود، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد للكفار والمنافقين، والإحسان الى الجار .... وأمثال ذلك من العبادة) [3].

[1] انظر: الحركة السنوسية، ص157.
[2] انظر: الحركة السنوسية، ص193.
[3] انظر: الفتاوى (10/ 150).
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 134
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست