اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 133
وكان أتباع الحركة السنوسية يحافظون على أورادهم، ولم تكن معهم موسيقى، ولا حركات راقصة، وكانوا بعيدين عن الأعمال البهلوانية، كأكل الزجاج، وطعن الصدور بالسيوف واللعب مع الأفاعي [1].
وكان ابن السنوسي يلقن طريقته للمريدين بقصد تعليمهم الشريعة الغراء ويلح عليهم بالتمسك بأحكامها، ويأخذ عليهم العهد بأن لايخالفوا في أعمالهم الشرع الحنيف [2].
خامساً: ابن السنوسي ونقده لأخطاء الصوفية:
لقد وقعت كثير من الطرق الصوفية في انحرافات كثيرة، وقد تعرض ابن السنوسي لبعض الطرق ووضح الاخطاء التي وقعت فيها؛ ففي حديثه عن الطريقة الصديقية يقول: (دخل الغلط في الأخلاق على جماعة من هذه الطائفة وذلك من قلة معرفتهم بالأحوال واتباعهم حظوظ النفس، ولكنهم لم يتأدبوا بمن يروضهم ويخرجهم من الرعونات ويجرعهم المرارات ويدلهم على المناهج الرضية في علاج عيوب النفس وطريق دوائها؛ فمثلهم كمثل من يدخل بيتاً مظلماً بلا سراج إلا من أراد الله هديته بجذب عنايته فالله هو الولي الحميد) [3].
وانتقد ابن السنوسي بعض دخلاء المتصوفة: ( ... ومنها ماكثر به تبجح كثير من بعض المتنسكين، من دخلاء المتصوفة، وغلاة المتورعين، من الأعجاب بأعمالهم، والتمدح بأحوالهم، وكونهم مخصوصين بينابيع الامداد، ومواهب الكرامة، لايبالون بمن عداهم ولو كانوا على محض الاستقامة ... ) [4].
وعمل على تصحيح مفاهيم الاسلام التي انحرفت بعض طرق الصوفية عنها، كالعبادة، والتوكل، والجهاد. [1] انظر: الحركة السنوسية، ص251. [2] المصدر السابق نفسه، ص252. [3] انظر: الحركة السنوسية، ص143. [4] انظر: المسائل العشر، ص9.
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 133