responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 135
ب- التوكل:
كان ابن السنوسي يحب للمسلم أن يعيش من عمل يده وعرق جبينه ليغرس في نفسه حب التعفف قلما رواه عنه كبار الاخوان انه كان يقول: (الذهب في الأرض، فغوصوا لاستخراجه بالمحراث) وكان يقول: (الدرر في غرس الشجر أو تحت ورق الشجر) ويقول: (اليد العليا خير من اليد السفلى والاستقامة كنز لايبلى والعفة حسب دائم) (ومن مد يده متسولاً قصر لسانه) [1].
وهذه التوجيهات تدلنا على فهم ابن السنوسي لمفهوم التوكل، فدعا الى مباشرة الاسباب مع تفويض الأمر لله تعالى، وحارب التواكل الذي انتشر في كثير من الطرق الصوفية.
ج- الجهاد:
قامت كثير من الحركات الصوفية بصرف الناس عن القتال في سبيل الله وجهاد أعداء الأمة الاسلامية، وعمل ابن السنوسي على تربية أتباعه على الاستعداد للجهاد في سبيل الله، وكان كثيراً مايدعو للجهاد ويأمر به ضد كل معتد على ارض المسلمين، فقد قام بتنبيه وتحذير الليبيين من غزو الطليان لليبيا قال مرة للشيخ الكاسح أحد زعماء قبيلة العواقير (ماذا أعددت ياشيخ الكاسح للنابلتان إذا غزو بلادك ليأخذها؟) فقال له الشيخ الكاسح أعددت له جراباً من البارود وشيئاً من الرصاص فقال له ابن السنوسي اذا كنت وأنت شيخ القبيلة ولم يوجد عندك إلا هذا المقدار القليل فماذا يوجد عند أفراد القبيلة؟) وأخبره ابن السنوسي أن النابلتان آت للبلاد لا محالة وسيصيبكم منهم أذىً كبيراً وأن الله مع الصابرين ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار)، وكان ابن السنوسي يُفَهِّم ذلك لكل من يجالسه من الأخوان ورؤساء الزوايا، وشيوخ القبائل والاعيان، ويأمروهم أن يحذروا من ذلك وأن يحتاطوا له، وأن يأمروا معلمي الصبيان بالقاء الدروس في هذا الشأن وكان يأمر رؤساء الزوايا باقتناء جميع أنواع السلاح ما استطاعوا الى ذلك سبيلا، ويحتفظوا به في مخازن خاصة (2)

[1] انظر: برقة بين الأمس واليوم، ص187،188.
(2) انظر: برقة بين الأمس واليوم، ص179.
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست