responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 652
سعيد، نعم ولا مع أمير المؤمنين [1]، فكان يرى أنه يجب على المسلم الاعتزال وعدم المشاركة في سفك دماء المسلمين، فلا يقاتل في صفوف الخارجين على السلطة، ولا مع جيش الخليفة، إذا كان ظالماً [2].
ب ـ وبالرغم من قوله بعدم الخروج على حكم بني أمية، إلا أنه كان يرى وجوب الإنكار عليهم لظلمهم، واستئثارهم بالأموال، وتوليتهم الولاة الظلمة، كأمثال الحجّاج، وكان شديد الانتقاد للحكم الأموي وخاصة سياسات الحجّاج في العراق، وكان يواجه الحجّاج بانتقاداته غير خائف من بطشه [3]، وعن ميمون بن مهران قال: بعث الحجّاج إلى الحسن وقد همّ به، فلما قام بين يديه قال: يا حجّاج، كم بينك وبين آدم من أب؟ قال كثير قال: فاين هم؟ قال: ماتوا. قال: فنكس الحجاج رأسه وخرج الحسن وقال أيوب السختياني: إن الحجّاج أراد قتل الحسن مراراً فعصمه الله منه [4]، وكان يحذر العلماء من مخالطة السلاطين والحكام لكي لا يوهموا المسلمين برضاهم عن حكمهم، ولكي يشعروا الحكام بعدم رضاهم عن سياساتهم الجائرة وكان يرى أن في مخالطة العالم والمفتي للحاكم إذلالاً لمكانته العلمية، والاجتماعية، وكان يقول لبعض الفقهاء ممن كانوا يخالطون الأمراء: والله لو أنكم زهدتم فيما عندهم لرغبوا فيما عندكم وهابوكم، ولكنكم رغبتم فيما عندهم فزهدوا فيكم [5]، ومع حرصه الشديد على عدم مخالطة الأمراء والحكام إلا أنه تولى القضاء في البصرة في عهد عمر بن عبد العزيز [6]، نظراً لعدل وحسن سيرة عمر بن عبد العزيز [7]. إن منهج الحسن في التعامل مع الحكام منهج وسط معتدل، فهو مع نهيه عن الخروج على الولاة وكرهه للمواجهة معهم لما يترتب على ذلك من مفاسد عظيمة من سفك الدماء، وتفريق الأمة، وتعطيل الجهاد .. الخ. إلا أن ذلك لا يفهم منه تبريره لإخفاء الولاة أو عدم إنكارها، بل كان يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر.

5 ـ أسباب فشل ثورة ابن الأشعث:
أـ عدم تمكن العلماء من السيطرة على مسار تلك الحركة: وذلك حين تطور الأمر وخلع الثائرون الخليفة عبد الملك بن مروان، فلم يتمكن العلماء من إقناع الناس بالحفاظ على الهدف الذي قامت الثورة لأجله وهو خلع الحجّاج، بل ربما جر بعض العلماء إلى القناعة بهذا المسار الجديد، وتأكد فشل العلماء في عدم محافظتهم على الهدف الرئيس للحركة

[1] الطبقات (7/ 164).
[2] الفقهاء والخلفاء صـ79.
[3] موسوعة فقه الحسن البصري (1/ 13).
[4] البداية والنهاية (12/ 543، 544).
[5] سير أعلام النبلاء (4/ 586).
[6] الفقهاء والخلفاء صـ80، سير أعلام النبلاء (4/ 582).
[7] الفقهاء والخلفاء صـ80.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 652
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست