اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 481
المعترك السياسي بتأسيس حزب النظام الوطني في كانون الثاني عام 1970م، حيث قام على تأسيسه يونس عارف. وقد جاء دعم هذا الحزب بصورة رئيسية من التجار الصغار والحرفيين والرجال المتدينين في الأناضول، وتوسع الحزب في مدة قصيرة جداً وبدأ يشكل تهديداً خطيراً للأحزاب العلمانية وقد جاء في بيان التأسيس مايلي: (أما اليوم: فإن أمتنا العظيمة التي هي امتداد لأولئك الفاتحين الذين قهروا الجيوش الصليبية قبل ألف سنة، والذين فتحوا استانبول قبل 500 سنة، أولئك الذين قرعوا أبواب فينا قبل 400 سنة .. وخاضوا حرب الاستقلال قبل خمسين سنة. هذه الأمة العريقة تحاول اليوم أن تنهض من كبوتها تجدد عهدها وقوتها مع حزبها الأصيل (حزب النظام الوطني) إن حزب النظام الوطني سيعيد لأمتنا مجدها التليد، الأمة التي تملك رصيداً هائلاً من الأخلاق والفضائل يضاف الى رصيدها التاريخي، والى رصيدها الذي يمثل الحاضر المتمثل في الشباب الواعي المؤمن بقضيته وقضية وطنه) [1].
وقدم حزب النظام برنامج عمله في منظومة من الأفكار يمكن إيجازها في الآتي:
1. جميع المؤسسات الهامة في تركيا في أيد غربية غير وطنية، والأمر الطبيعي والواجب القومي يقضي بأن تعود هذه المؤسسات الى أصحابها.
2. عاش الناس أربعين سنة والقوى الخارجية المؤثرة تحاول إبعادهم عن محورهم الحقيقي الى محور غريب، فوقع الناس في ضيق وعنت شديدين، ولابد من إرجاع الناس الى طبيعتهم ومحورهم الاصيل (فطرة الله) حتى يستقيم أمرهم ويتخلصوا من عقائدهم.
3. إن التسميات المعاصرة مثل اليمين واليسار والوسط هي من اختراع الماسونية والصهيونية، وكلها مؤسسات تابعة لغرض واحد وهو أن تنحرف تركيا عن خطها الحضاري الذي عمره ألف سنة، وانه لابد من التخلص من هذه الأسماء الغريبة والعودة الى الخط الأصيل الذي يصل الماضي التليد بالغد المشرق.
4. إن حزب النظام الوطني لايشبه الأحزاب الأخرى، فجميع الأحزاب تقوم على أساس التسلط وشهوة الحكم، ونحن نقوم على أساس جديد يبتغي مرضات الله والعمل في سبيل الوطن.
5. إن نظام التعليم في تركيا فاسد وضعته شرذمة من الحاقدين من الصليبين واليهود [1] انظر: الحركات الاسلامية الحديثة في تركيا، ص126.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 481