اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 480
حتى إن حزب الشعب الجمهوري، بدأ يغير من اتجاهاته العلمانية منذ الانتقال الى ظاهرة التعدد الحزبي، حيث وافق الحزب على إنشاء كلية الالهيات، ومعهد العلوم الاسلامية في أنقرة.
واعتمد الحزب الديمقراطي على الجماعات الاسلامية في انتخابات 14 أيار 1950م، وكان سبباً رئيسياً في فوزه على حزب الشعب الجمهوري، وفضلاً عن ذلك، اعتمدت أحزاب أخرى على الجماعات السالفة الذكر، مثل حزب العدالة في المدة الواقعة بين 1961 - 1980م.
وأما حزب الطريق المستقيم؛ فإنه استمد قوته في الثمانينات من الرأي العام الاسلامي.
وركب حزب العمل القومي بزعامة ألب أرسلان توركش الموجة الاسلامية وغَيَّرَ مفهومه عن العلمانية، وبدأ بالتقرب من الرأي العام الاسلامي وكان شعار هذا الحزب في انتخابات عام 1987م (دليلنا القرآن، وهدفنا الطوران) [1].
إلا أن العمل الاسلامي المنظم الذي شق طريقه في تلك الأمواج العلمانية المتلاطمة يظهر جلياً مع ظهور حزب السلامة الوطني.
كانت الحركة الاسلامية في تركيا قبل ظهرو حزب السلامة الوطني تتكون من:
(المتصوفة المناوئة للحركة الكمالية، وهؤلاء حافظوا على التراث الاسلامي بمفهومه الخاص بهم، وواصلوا تحفيظ القرآن سراً وكان هدف هذه الحركة هو الحفاظ على العبادات الاسلامية في نفوس الرأي العام التركي، وفي هذا المجال قاموا بتكوين جمعيات للإنفاق على طلاب مدارس الأئمة والخطباء للإكثار منهم، وتعويض النقص الذي نتج عن اختفاء الدعاة الاسلاميين عندما اصطدم بهم الحزب الكمالي.
(حركة الإمام المصلح الكبير سعيد النورسي والتي تعرف بحركة النور والتي تركزت جهودها على الدعوة الى الايمان بالله واليوم الآخر ومحاربة المادية الملحدة والاهتمام بتربية الأجيال وابتعد الكثير من اتباعها عن السياسة [2].
عندما تحصلت تركيا على نوع من الحريات تقدم الاسلاميون المؤمنون بضرورة خوض [1] انظر: الحركة الاسلامية الحديثة في تركيا، د. احمد النعيمي، ص184 - 187. [2] انظر: المعالم الرئيسية للأسس التاريخية والفكرية لحزب السلامة، عبد الحميد حرب، ص435. ندوة اتجاهات الفكر الاسلامي المعاصر البحرين 1985.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 480