responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 482
بشكل لايناسب الأمة، فهو يسقط من حسابه كل قيمة معنوية أو أخلاقية أو دينية غايته فصل تركيا عن ماضيها الاسلامي وسلخها عن دينها وقيمتها، وبهذه الطريقة فقط يستطيعون أن يقتلوا الجيل ويدمروا البلاد، لقد مرت خمسون سنة ونحن نسمع أن تركيا جزء من أوروبا، وأن النهضة لابد أن تقوم على أنقاض الدين كما حصل في الغرب، متناسين أن الاسلام يختلف عن الكنيسة ودولة القس.
6. في الوقت الذي تمنع الدولة فيه توزيع الكتب على المعاهد الاسلامية العالية وتحاول إغلاق معاهد الأئمة والخطابة ومدارس تعليم القرآن، تنفق الملايين على المسارح والممثلين وثمناً للمشروبات التي توزع في السفارات وفي الوقت الذي تعترض الدولة على الطالبات اللواتي يلبسن الحجاب على رؤوسهن، تدرس في كتب اللاهوت في كل مكان دونما رقابة أو ضجة وهذا يعني أن حزب النظام الوطني أكد العودة الى الاسلام الحقيقي [1].
إن اليهودوالعلمانيين في تركيا لم يتحملوا هذا الصوت الفتي الذي يتدفق بالحيوية والنشاط ويحركه في قضاياه الإيمان العميق بالاسلام وبضرروة رجوع الشعب التركي إليه، ولذلك تحرك الجيش التركي في آذار 1971م بسبب نشاط حزب العمال وأحال قضية حزب النظام الوطني الى المحكمة الدستورية التي أصدرت قراراً جائراً بحل الحزب في 21 مارس 1971م [2].
وقد جاء في قرار محكمة أمن الدولة العليا مايلي:
1. إن المبادئ التي قام عليها الحزب وتصرفاته تخالف الدستور التركي.
2. العمل على إلغاء العلمانية في البلاد، وإقامة حكومة إسلامية.
3. قلب جميع الأسس الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية التي تقوم عليها
البلاد.
4. العمل ضد مبادئ أتاتورك.
5. القيام ببعض التظاهرات الدينية.
وجاء في الحكم المحكمة أيضاً أنه لايحق لأي شخص من شخصيات الحزب أن تعمل من خلال أي حزب سياسي آخر، ولا أن يؤسسوا أي حزب جديد، ولا أن يرشحوا أنفسهم لأي

[1] انظر: الحركات الاسلامية الحديثة في تركيا، ص127.
[2] المصدر السابق نفسه، ص128.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 482
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست