responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 365
استافراكي بك ترجمان الديوان الهمايوني، فارتعدت جماعته هلعاً بعد توجيه استافراكي الى البطريركية، وقرأ على المسؤولين ذلك الفرمان، ثم انتخبوا (أويانيوس) بطريريكاً [1].
وشرعت الحكومة العثمانية في إعدام بعض قادة التمرد، وقد أثر ذلك تأثيراً كبيراً في إعادة السكون حتى أن البطريرك أصبح واسطة بين المتمردين -في الموره- وبين الحكومة العثمانية. ووصل به الأمر الى أن يرسل مايسمى بـ"عرض حال" يطلب فيه الإذن بالدعوة الى الاستئمان "طلب الأمان". ولقد استجابت السلطات العثمانية لمساعي البطريرك الجديد، وتم العفو على كل من أظهر الندم على مافعله، فاستردوا أموالهم وأملاكهم؛ وأما الموتى فقد أخذ وارثوهم مايستحقونه، واستمرت الكنائس في أداء أدوارها، كما سارت الطقوس الدينية النصرانية كما هي عليه، كذلك تعهدت الحكومة براحة هؤلاء الناس واستقرارهم، وتم إبلاغ سفراء الدول الأجنبية بذلك؛ وبرغم كل هذا فقد استمرت الأحداث ولم تتوقف واضطرت الحكومة الى التدخل [2].
عاشراً: محمد علي باشا واليونان:
قام محمد علي بدوره في القضاء على الدعوة السلفية في الجزيرة وحان الوقت لإضعافه وتقليم أظافره ولذلك دفعت الدول الأوروبية السلطان محمود الثاني بالاستعانة بجيشه لإخماده فتنة التمرد في اليونان وأثارت الدول الأوروبية على محمد علي بقبوله المهمة وأوهمته بأنه سيكون أكبر زعيم في المنطقة ويمكن أن يؤدي به الأمر ليكون خليفة المسلمين بعد أن يضعف سلطان الخلافة وقبل محمد علي باشا عرض السلطان محمود الثاني بشرط أن يحصل على ولاية كل من كريت واليونان وبمجرد تلقيه خبر القبول -لهذا الشرط- أمر أبنه ابراهيم باشا بتولي مسألة الحرب الموره [3] وتحركت جيوش مصر بقيادة ابراهيم باشا ومستشاره سليمان باشا الفرنساوي بحراً من الاسكندرية عام 1239هـ/1823م باتجاه كريت وشبه جزيرة المورة مركز التمرد الصليبي، وفتح نافرين عام 1240هـ/1824م، ودخل أثينا عام 1241هـ/1823م رغم معاونة القائد الانجليزي البحري اللورد كوشران الصليبيين اليونان؛ وبعد أن أجهضت القوة الاسلامية التمرد اليوناني الصليبي ابانت الصليبية الأوروبية عن وجهها الكالح، فأعلنت بسط حمايتها على بلاد

[1] المصدر السابق نفسه، ص74.
[2] المصدر السابق نفسه، ص74.
[3] الدولة العثمانية، د. جمال عبد الهادي، ص98.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 365
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست