responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 366
اليونان. بل إن روسيا كانت تدعم التمرد اليوناني علناً، ورأت أن الفرصة سانحة لدخول استانبول وإعادتها الى عهدها السابق مركزاً للصليبية والوثنية، ووقف الانجليز الى جانب روسيا [1].
وأجبرت الدولة العثمانية معاهدة (آق كرمان) في 28 صفر عام 1248هـ/ 1832م وأهم بنودها:
يحق لروسيا الملاحة في البحر الاسود ومرور سفنها من المضائق العثمانية دون تفتيش، ورغم أن المعاهدة قد عقدت بسبب التمرد اليوناني الصليبي، إلا أنها لم تذكر شيئاً عنه، وبعد قليل تقدمت انجلترا بطلب الى الدولة العثمانية في 8 رجب 1244هـ/ 1828م: (أن تتوسط الدولة العثمانية لأن هذا تدخل صريح في شؤونها الداخلية [2]، فكان هذا الرفض حجة تذرعت بها أوروبا لإعلان الحرب مرة أخرى.
اتفقت روسيا، وفرنسا، وانجلترا في 11 ذي الحجة على اجبار الدولة العثمانية لإعطاء اليونان استقلالها، بمعنى فصلها عن جسد الدولة الأم (الدولة العثمانية) ورفض السلطان العثماني، فأمرت الدول الأوروبية أساطيلها بالتوجه الى سواحل اليونان، وطلبت من ابراهيم باشا التوقف عن القتال فكان جوابه طبيعياً بأن يتلقى الأوامر من خليفة المسلمين أو من أبيه لا من غيرها، ومع ذلك توقف القتال عشرين يوماً ريثما تصل إليه التعليمات [3].
ودخلت الجيوش الأوروبية المتحالفة الى مرفأ "نوارين" دون أن ترفع أعلام الحرب؛ لذا فقد كان دخولها دخول خديعة وقامت هذه الأساطيل بمباغتت الأسطول العثماني المصري المشترك وغدرت به وأطلقت عليه النيران فهزمته هزيمة نكراء وأغرقت السفن - وهي مفاجأة لم يكن يتوقعها وبالتالي لم يعمل لها أي حساب- وبسبب هذه المعركة الغادرة انقلب الحال، فأصبحت القوات العثمانية في موضع الضعف والانهزام بعد أن كانت في موقع القوة والنصر. واستقبلت الشعوب الاوروبية هذه الحادثة بمظاهر الفرح والسرور [4]. لقد قتل من جيش محمد علي أكثر من ثلاثين ألف جندي وهكذا تحقق مخطط الأعداء فأضعفوا قوات محمد علي وفصلوا جزء من ديار الاسلام عن الدولة العثمانية، لقد قامت فرنسا وانجلترا

[1] المصدر السابق نفسه، ص99.
[2] الدولة العثمانية، د. جمال، ص100.
[3] المصدر السابق نفسه، ص100
[4] دور الكنيسة في هدم الدولة العثمانية، ص77.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 366
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست