responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 364
لعب بطريرك جريجوريوس دوراً كبيراً في تمرد الروم ضد الحكم العثماني كما ذكرنا سابقاً، ولكن لابد أن نوضح هنا أن هذا البطريرك رغم أنه كان عضواً في جمعية مبدأ إقامة اليونان الكبرى أو مايسميه الروم باسم الفكرة العظمى، فقد خاف عندما أعلنت روسيا -حسب مقتضيات السياسة الروسية وقتها- أنها تستنكر عصيان الارثوذكس. فأضطر البطريرك جريجوريوس الى اصدار مرسوم سماه باسم (بيان الحرمان) ضد المتمردين [1].
استطاعت المخابرات العثمانية أن تأتي بمعلومات مؤكدة وموثقة مفادها (أن خطة إقامة دولة اليونان الأرثوذكسية الكبرى، قد أعدها البطريرك بنفسه) [2].
وعندما وصلت الأخبار للسلطان محمود الثاني أصابته الدهشة وأصدر أوامره لتفتيش مقر البطريرك، واستطاع علي باشا أن يقوم بإعداد خطة مداهمة البطريركية بإحكام بالغ، أدت عند تنفيذها الى وقوع الوثائق المشار إليها في أيدي المسؤولين ورجال الحكومة.
كان من بين هذه الوثائق؛ تلك الخطابات الموجهة الى القساوسة الذين قادوا العصيان في الموره، والمعلومات الصادرة لاتخاذ التدابير اللازمة -للعصيان- في استانبول، والاستعدادات، الترتيبات السرية التي تتكتم الدولة العثمانية عن أخبارها ثم سرّ بها أمراء الروم التابعين للكنيسة، والمراسلات والمعلومات التي وصلت الى البطريركية من سفارتي إنجلترا وفرنسا -خاصة معلومات مراحل الاستعداد الرومية في روسيا وأخبار الأسلحة المرسلة من مركز الجمعية السرية في مدينة أوديسا، وبيانات ونداءات طلب المعونة الموجهة الى كل الأرثوذكس في جميع أنحاء العالم، وإيصالات دفع نقود المساعدات المالية، للبطريركية من أجل العصيان.
وقع كل هذا في أيدي الحكومة العثمانية ولم ينكر البطريرك أي شيء من هذا، حيث قال: إنه هو الذي قام بعمل كل شيء، وقَبِلَ التهم الموجهة إليه، وكان له شركاء في الجريمة، وقد عرفتهم الحكومة.
وأصدر السلطان محمود الثاني فرماناً بعزل البطريرك جريجوريوس من منصبه، ثم إعدامه [3]. وقد نفذ حكم الاعدام يوم عيد الفصح عند الروم الأرثوذكس ثم أصدر السلطان فرماناً آخر لانتخاب شخص يحل محل البطريرك السابق وسلم الفرمان الى

[1] المصدر السابق نفسه، ص66.
[2] دور الكنيسة في هدم الدولة العثمانية، ص67.
[3] انظر: دور الكنيسة في هدم الدولة العثمانية، ص73.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 364
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست