responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 51
الْكفْر وَبلغ الضّر فَاسْتَفْتَحَ معاقلها واستخلص عقائلها وأشاع بهَا شعار الشَّرْع فِي جَمِيع الْحل وَالْعقد والإبرام والنقض والبسط وَالْقَبْض والوضع وَالرَّفْع وَكَانَت للفرنج فِي أَيَّام غَيره على بِلَاد الْإِسْلَام بِالشَّام قطائع فقطعها وَعفى رسومها ومنعها وَنَصره الله عَلَيْهِم مرَارًا حَتَّى أسر مُلُوكهمْ وبدد سلوكهم وصان الثغور مِنْهُم وحماها عَنْهُم وَأَحْيَا معالم الدّين الدوارس وَبنى للأئمة الْمدَارِس وَأَنْشَأَ الخانقاهات للصوفية وكثرها فِي كل بلد وَكثر وقوفها وَقرر معروفها وَأدنى للوافدين من جنان جنابه قطوفها وَأَجد الأسوار والخنادق وأنمى الْمرَافِق وَحمى الْحَقَائِق وَأمر فِي الطرقات بِبِنَاء الرَّبْط والخانات وضافت ضيوف الْفَضَائِل وفاضت فيوض الْفَاضِل وَهُوَ الَّذِي فتح مصر وأعمالها وَأَنْشَأَ دولتها ورجالها
ثمَّ ذكر الْعِمَاد فِي أثْنَاء حوادث سنة تسع وَسِتِّينَ وَهِي السّنة الَّتِي توفى فِيهَا نور الدّين قَالَ وَفِي هَذِه السّنة أَكثر نور الدّين من الْأَوْقَاف وَالصَّدقَات وَعمارَة الْمَسَاجِد المهجورة وتعفيه آثَار الآثام وَإِسْقَاط كل مَا يدْخل فِي شُبْهَة الْحَرَام فَمَا أبقى سوى الْجِزْيَة وَالْخَرَاج وَمَا تحصل من قسْمَة الغلات على قويم الْمِنْهَاج قَالَ وَأَمرَنِي بكتبة مناشير لجَمِيع أهل الْبِلَاد فَكتبت أَكثر من ألف منشور وحسبنا مَا تصدق بِهِ على الْفُقَرَاء فِي تِلْكَ الْأَشْهر فَزَاد على ثَلَاثِينَ ألف دِينَار
وَكَانَت عَادَته فِي الصَّدَقَة أَن يحضر جمَاعَة من أماثل الْبَلَد من كل مَحَله ويسألهم عَمَّن يعْرفُونَ فِي جوارهم

اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 51
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست