responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 50
الزّهْد والنسك وَقد كثر أَتْبَاعه أظهر شَيْئا من التَّشْبِيه فَبلغ خَبره نور الدّين فَأحْضرهُ وأركبه حمارا وَأمر بصفعه فطيف بِهِ فِي الْبِلَاد جَمِيعه وَنُودِيَ عَلَيْهِ هَذَا جَزَاء من أظهر فِي الدّين الْبدع
ثمَّ نَفَاهُ من دمشق فقصد حران وَأقَام بهَا إِلَى أَن مَاتَ
قَالَ ويسوق الله الْقصار الْأَعْمَار إِلَى الْبِلَاد الوخمة
قلت وَذكر الْعِمَاد الْكَاتِب فِي أَوله كِتَابه الْبَرْق الشَّامي أَنه قدم دمشق فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخمسين مئة فِي دولة الْملك نور الدّين مَحْمُود بن زنكي وَأخذ فِي وَصفه بِكَلَامِهِ المسجوع فَقَالَ كَانَ ملك بِلَاد الشَّام ومالكها وَالَّذِي بِيَدِهِ ممالكها الْملك الْعَادِل نور الدّين أعف الْمُلُوك وأتقاهم وأثقبهم رَأيا وأنقاهم وأعدلهم وأعبدهم وأزهدهم وأجهدهم وأظهرهم وأطهرهم وَأَقْوَاهُمْ وأقدرهم وأصلحهم عملا وأنجحهم أملا وأرجحهم رَأيا وأوضحهم آيا وأصدقهم قولا وأقصدهم طولا وَكَانَ عصره فَاضلا وَنَصره واصلا وَحكمه عادلا وفضله شَامِلًا وزمانه طيبا وإحسانه صيبا والقلوب بمهابته ومحبته ممتلية والنفوس بعاطفته وعارفته متملية وأموره مقتبلة وأوامره ممتثلة وجده منزه عَن الْهزْل ونوابه فِي أَمن من الْعَزْل ودولته مأمولة مَأْمُونَة وروضته مصوبة مصونة والرياسة كَامِلَة والسياسة شَامِلَة وَالزِّيَادَة زَائِدَة والسعادة مساعدة والعيشة ناضرة والشيعة ناصرة والإنصاف صَاف والإسعاف عاف وأزر الدّين قوي وظمأ الْإِسْلَام رُوِيَ وزند النجح وري وَالشَّرْع مَشْرُوع وَالْحكم مسموع وَالْعدْل مولى وَالظُّلم مَعْزُول والتوحيد مَنْصُور والشرك مخذول وللتقى شروق وَمَا للفسوق سوق وَهُوَ الَّذِي أعَاد رونق الْإِسْلَام إِلَى بِلَاد الشَّام وَقد غلب

اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 50
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست