responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 52
من أهل الْحَاجة ثمَّ يصرف إِلَيْهِم صَدَقَاتهمْ وَكَانَ برسم نَفَقَة الْخَاص فِي كل شهر من جِزْيَة أهل الذِّمَّة مبلغ ألفي قرطيس يصرفهُ فِي كسوته وَنَفَقَته وحوائجه المهمة حَتَّى أُجْرَة خياطه وجامكية طباخة ويستفضل مِنْهُ مَا يتَصَدَّق بِهِ فِي آخر الشَّهْر
وَأما مَا كَانَ يهدي إِلَيْهِ من هَدَايَا الْمُلُوك وَغَيرهم فَإِنَّهُ كَانَ لَا يتَصَرَّف فِي شَيْء مِنْهُ لَا قَلِيل وَلَا كثير بل إِذا اجْتمع يُخرجهُ إِلَى مجْلِس القَاضِي يحصل ثمنه وَيصرف فِي عمَارَة الْمَسَاجِد المهجورة
وَتقدم بإحصاء مَا فِي محَال دمشق فاناف على مئة مَسْجِد فَأمر بعمارة ذَلِك كُله وَعين لَهُ وقوفاً
قَالَ وَلَو اشتغلت بِذكر وُقُوفه وصدقاته فِي كل بلد لطال الْكتاب وَلم يبلغ إِلَى أمد ومشاهدة أبنيته الدَّالَّة على خلوص نِيَّته تغنى عَن خَبَرهَا بالعيان وَيَكْفِي أسوار الْبلدَانِ فضلا عَن الرَّبْط والمدارس على اخْتِلَاف الْمذَاهب وَاخْتِلَاف الْمَوَاهِب وَفِي شرح طوله طول وَعَمله لله ذَلِك مبرور مَقْبُول
وواظب على عقد مجَالِس الوعاظ وَنصب الْكُرْسِيّ لَهُم فِي القلعة فلإنذار والاتعاظ وأكبرهم الْفَقِيه قطب الدّين النَّيْسَابُورِي وَهُوَ مشغوف ببركة أنفاسه واغتنام كَلَامه واقتباسه
ووفد من بَغْدَاد ابْن الشَّيْخ أبي النجيب الْأَكْبَر وَبسط لَهُ فِي كل أُسْبُوع الْمِنْبَر وشاقه وعظه وراقه مَعْنَاهُ وَلَفظه
وَكَذَلِكَ وَفد إِلَيْهِ من أَصْبَهَان الْفَقِيه شرف الدّين عبد الْمُؤمن بن

اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست