responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلطان الشهيد عماد الدين زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 96
الحصار عليها. كان مركزه في المنطقة قد بلغ درجة كبيرة من القّوة أتاح لنفسه معها أن ينقض الهدنة التي عقدها مع حكام دمشق في العام الماضي، كما أنه باستيلائه على حصن المجدل، وفرض طاعته على صاحبي بعلبك وبانياس تمكن من السيطرة على معظم المواقع الغربي لإمارة آل طغتكين، ولم يبق أمامه، لإتخاذ طريقه صوب دمشق، سوى مدينة حمص [1] شدد عماد الدين زنكي الحصار على حمص، وجمع عليها جموعاً كبيرة من مقاتلي التركمان استقدم من حلب فرقة عسكرية متمرسة على أساليب الحصار وقام بشن هجماته على أنحاء المدينة، مستخدماً هذه المرة مزيداً من أساليب العنف والإرهاب، إلا أنه اضطر إلي فك الحصار وتوجه لمجابهة أخطار التحالف البيزنطي - الصليبي، وقد تمكن في فترة قصيرة من القضاء على هذا التحالف الذي انتهى بانسحاب أمبراطور الروم إلى بلاده [2]، وعاد زنكي إلى حصار حمص من جديد، محاولاً هذه المرة استخدام الأساليب السلمية لتحقيق هدفه، مستغلاً مركزه القوي في المنطقة أثر الانتصارات الحاسمة التي حققها ضد الصليبيين والبيزنطيين فتقدم طالباً يد زمرد خاتون والدة شهاب الدين محمود حاكم دمشق، لعله يضمن الحصول على حمص عن طريق هذا الزواج السياسي، فأجيب إلى طلبه بعد مفاوضات قصيرة وتمت إجراءات العقد في السابع عشر من رمضان، بعد أن تمكن من اقناع آل طغتكين بتسليمه حمصا كجزء من الاتفاق، على أن يعوض نائبها بعدد من الحصون القريبة من دمشق كبعرين واللكمة والحصن الشرقي كما اشترط عليهم تزويج ابنته من شهاب الدين محمود - مستهدفاً من وراء ذلك - أقامة علاقته بهذه العائلة الحاكمة على قواعد راسخة قد تفيده في المستقبل القريب [3].
8 - تجدُّد هجمات عماد الدين زنكي على دمشق: ظن عماد الدين زنكي أن بهذا الرباط العائلي ستصبح دمشق في متناول يده إلا أنه لم يكسب شيئاً، باستثناء الحصول على حمص فقط، أما ضمُّ دمشق الذي كان هدفه الأساسي من هذا الزواج فلم يتحقق. ويقول ابن الأثير في ذلك: إنما حمله على الزواج بها ما رأى من تحكيمها في دمشق، فظن أنه يملك البلد بالاتصال بها فلما تزوجها خاب أمله، ولم يحصل على شيء، فأعرض عنها [4] فما الذي تغير في الأوضاع السياسية في دمشق وحال بين عماد الدين زنكي وبين تحقيق هدفه؟ الواقع أنه ما إن غادرت زمرد خاتون دمشق حتى فقدت مكانتها السياسية العالية

[1] المصدر نفسه ص 124.
[2] المصدر نفسه ص 125.
[3] مرآة الزمان 08/ 165) عماد الدين زنكي ص 125.
[4] الكامل في التاريخ نقلاً عن تاريخ الزنكيين في الموصل ص 122.
اسم الکتاب : السلطان الشهيد عماد الدين زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست