responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلطان الشهيد عماد الدين زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 95
عن دمشق من إعادة ضّم حماة إلى أملاكه، كما هاجم حمص، إلا أنه فشل في دخولها [1] ويبدو أن هذه المدينة ظلت طيلة السنوات الثلاثة التالية 530هـ - 532هـ/1135 - 1137م) عرضة لهجماته، إذ شهد عام 530هـ/1135م محاولة أخرى لضمها، فوجد قريش بن جبرخان نفسه عاجز عن صده، فاستنجد بشهاب الدين محمود صاحب دمشق يلتمس منه إرسال من يراه كفئاً لتولي شؤون الحكم فيها على أن يعَّوضه عنها بإحدى مدن إمارته، وافق حاكم دمشق على هذا العرض الذي يتيح له ضَّم مدينة كبيرة وهامة كحمص إلى إمارته فتسلمها في شهر ربيع الأول عام 530هـ/شهر كانون الأول عام 1135م وأقطعها معين أنر [2] لم يركن الزنكيون إلى الهدوء وتابعوا شن الغارات على حمص بقيادة سوار ابن أيتكين، غير أن المدينة صمدت وانتعشت بما كان يدخلها من الميرة والأقوات، فاضطر سوار إلى طلب التفاوض، واستقر الصلح بين الطرفين على قاعدة عدم تعرض أي منهما للطرف الآخر [3]. آمن عماد الدين زنكي دائماً بأن قيام الجبه الإسلامية المتحدة في بلاد الشام، يجب أن يسبق أية خطوة عملية يتخذها ضد الصليبيين، فرفض من هذا المنطلق إقرار الهدنة التي عقدها نائبه في حلب، وجدَّد الهجوم على حمص في شهر شعبان عام 531هـ/شهر آيار عام 1137م إلا أنه فشل في اقتحامها بسبب المقاومة الشديدة التي أبداها معين الدين أنر من جهة، وظهور بوادر تحالف خطير بين الزعماء الصليبيين من جهة أخرى، إذ قام فولك أنجو، ملك بيت المقدس، برفقة ريموند الثاني، أمير طرابلس، بنجدة المدينة [4].
6 - الهدنة مع حكام دمشق: اضطر عماد الدين زنكي إلى عقد هدنة مع حكام دمشق كي يتفرغ للتصدي للصليبيين الذين احتشدوا في حصن بارين المنيع، فانتصر عليهم [5]، وتهيأت له الفرصة مرة ثانية لمهاجمة ممتلكات آل طغتكين، وتوحيد بلاد الشام فقام في أوائل عام 532هـ/ أواخر عام 1137م بمهاجمةبعلبك إلا أنه قنع بما بذله له صاحبها [6]، واتجه إلى حصن المجدل فاستولى عليه دون مقاومة تذكر، وإذ ذاك شعر إبراهيم بن طرغت صاحب بانياس بضعف مركزه تجاه زنكي فراسله وأعلن دخوله في طاعته، وعندما دخل الشتاء وأشتد البرد، أوقف زنكي نشاطه في المنطقة [7].
7 - الحصار على حمص: ومع بوادر الربيع أنطلق على رأس قواته صوب حمص وفرض

[1] زبدة حلب (2/ 451 - 452) تاريخ الزنكيين ص 119.
[2] تاريخ الزنكيين في الموصل ص 120.
[3] المصدر نفسه ص 120.
[4] المصدر نفسه ص 120.
[5] تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام ص 120.
[6] عماد الدين زنكي ص 124.
[7] عماد الدين زنكي ص 124.
اسم الکتاب : السلطان الشهيد عماد الدين زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست