responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلطان الشهيد عماد الدين زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 97
التي كانت تتمتع بها، حيث غدت الكلمة الأولى لابنها محمود وحاشيته [1]. وشَّكلت سنة (533هـ/1139م) نقطة تحول هام في تاريخ دمشق، فقد هوجمت هذه المدينة من اتجاهين متباعدين، فقد هاجمها الصليبيون في بيت المقدس من الجنوب، في حين هاجمها عماد الدين زنكي من الشمال، ولم يدرك الدمشقيون أي الخطرين كان أشد على وضع مدينتهم إلا أن الجنوبية، شهدت هدوءاً يكاد يكون تاماً بعد حملة عام 523هـ/1129م، ثم تحقق السلام بين الجانبين في عام 528هـ/1134م والذي كان من الممكن أن يتجَّدد. أما سياسة عماد الدين زنكي تجاه دمشق، فقد اختلفت كلياً، فإنه بوصفه المدافع الأول عن المسلمين، فقد رأى توحيد صفوفهم تحت رايته، ولكن دمشق وقفت عقبة أمام تحقيق ذلك فكان عليه تذليلها وشهدت دمشق خلال (شهر شوال / شهر حزيران) تطورات سياسية متسارعة أدّت إلى مقتل شهاب الدين محمود على أيدي رجاله، وتنصيب أخ له غير شقيق هو جمال الدين محمد صاحب بعلبك. والراجح أن معين الدين أنر كان وراء هذه الأحداث بهدف السيطرة على الحاكم الجديد والتفرد باسمه بالسلطة الفعلية.
وفعلاً حقَّق أنر هدفه بعد أن فَّوض إليه الأتابك أمور المدينة وأقطعه بعلبك [2]. وهكذا أدّت تلك التطورات السياسية إلى إزدياد نفوذ أنر مما حمل ابن الأثير على وصفة بأنه صار هو الجملة والتفصيل [3]، ولم تكن هذه التطورات في صالح عماد الدين زنكي، كما عَّز على زمرد خاتون التي كانت تقيم في حلب أن يقتل ابنها ويحل محله في حكم دمشق ابن ضرتها، فأرسلت إلى عماد الدين زنكي، وكان في الموصل تستدعيه طالبة الثأر لولدها والسيطرة على دمشق [4]. كما أن الأمور لم تستتب للحكام الجدد بسهولة، إذ كان للأتابك جمال الدين محمد أخ يدعى بهرام شاه، عزَّ عليه أن يتجاهله أنر بعد مقتل شهاب الدين محمود، فلجأ إلى حلب، ومنها سار إلى الموصل، طالباً مساعدة عماد الدين زنكي [5]، وبذلك تهيأت لعماد الدين زنكي فرصة أخرى للتدخل في شؤون دمشق، فأعَّد جيشاً خرج على رأسه في (شهر ذي القعدة عام 533هـ/شهر تموز عام 1139م) قاصداً دمشق لاقتحامها قبل أن تستتب الأمور فيها، ويبدو أنه أدرك أن مهاجمة دمشق ليس بالأمر الهين، هي المدينة التي أخلص أهلها لبيت بوري، إذ لم يكد سكانها يسمعون بأخبار الزحف باتجاه مدينتهم حتى صمَّموا على الدفاع والمقاومة إنطلاقاً من هذا الواقع، وضع خطة عسكرية من شقين:

[1] تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام ص 122.
[2] تاريخ الزنكيين في الموصل ص 123.
[3] الكامل في التاريخ نقلاً عن تاريخ الزنكيين في الموصل ص 123.
[4] زبدة حلب (2/ 462) تاريخ الزنكيين ص 123.
[5] تاريخ الزنكيين في الموصل ص 123.
اسم الکتاب : السلطان الشهيد عماد الدين زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 97
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست