responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 99
لوحات شبيهة بالميداليات في العصر الحديث وهي من الذهب أو الفضة أو الخشب حسب مقام كل شخص، وهي في حجم كف اليد، وينقش عليها اسم الله واسم الخان، وأسمى الأنواع منها ما كانت تزينها صورة الأسد، وأما إذا شك الخان في أحد أتباعه، فإنه يقيله إلى المحاكمة لمحاكمته ([1]
وكان المغول يعتقدون أنه لا يصح أن يوجد إلى جانب حاكم آخر على ظهر الأرض ينازعه السيطرة والسلطان ((رب في السماء وحاكم في الأرض))، وكانوا يعتقدون أن الخروج على طاعة جنكيز خان ومخالفة أوامره، يعد جرماً عظيماً لا يغتفر في نظر المغول، ذلك لأن أوامره في عقيدة هؤلاء القوم إنما تصدر من السماء، فعصيان رئيسهم، إنما عصيان لله، وكان ينظر أيضاً إلى أفراد أسرته تلك النظرة القدسية، فالدنيا تقوم وتقعد إذا اعتدى على واحد منهم أو أصيب بأذى، وأن تخريب مدينة ((نيسابور)) وجعل أعاليها أسافلها بسبب قتل ((طغاجار)) صهر جنكيز خان، وتسوية ((باميان)) بالأرض على إثر قتل ((موتوجن)) ابن ((جغتاي)) وحفيد جنكيز خان، ليؤيد هذه الحقيقة [2].
لم يكن المغول يعرفون البلاط والعاصمة في بداية أمرهم، لذا فلم تكن لديهم مراسم محددة للتتويج والاستقبال الرسمي والمجلس الملكي العام، بل كانت مراسم هذه الرسميات تتسم بالبساطة، وبعد وفاة جنكيز خان وعندما أراد كبار رجال العشيرة تتويج ابنه ((أقطاي خان)) عليهم، قاموا أولاً بتحديد يوم السعد عن طريق السحرة والمنجمين، ثم رفعوا قلانسهم حسب عاداتهم، ثم أمسك ((جغتاي)) يد أخيه اليمنى وأمسك "أوتكين)) شقيق جنكيز خان يد "أقطاي" اليسرى وأجلساه على العرش، وقدم تولي له شراباً ثم جثا الحاضرون جميعاً على الأرض ثلاث مرات احتراماً وهنأوه وهم راكعون، وبعد انتهاء مراسم التتويج خرج "أقطاي" من المعسكر في معية سائر الأمراء، وجثوا أمام الشمس ثلاث مرات، ثم جلسوا لتناول الشراب والاحتفال، وبعد انتهاء الحفل، ظل المغول يطهون الطعام لثلاث أيام متوالية على روح جنكيز خان، واختاروا أربعين فتاة من نسل الأمراء وأركبوهن في كامل زينتهن وألبسوهن أفخر الثياب وزينوهن بأقيم أنواع الجياد، ولكنهم قتلوهن في النهاية، كما قتلوا أجيادهن معتقدين أن في ذلك الإجراء إرضاء لروح جنكيز خان [3]. هذه بعض الخرافات والعادات والأعراف التي شكلت وكانت جزء من المشروع المغولي.

[1] المغول للعريني صـ 358 ..
[2] المغول للصياد صـ143.
[3] المغول للصياد صـ357.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست