responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 89
إليهم المغول، وانقضوا عليهم فجأة قبل أن يستعدوا فتسقط المدينة في أيديهم على الفور [1].
5 ـ الاهتمام بالخبرات: بالرغم مما اشتهر به جنكيز خان من الصلابة والعناد في سياسته فإنه لم يغفل الإفادة من تجارب المتحضرين، إذ تلقى المساعدة من أرباب الخبرة والمرشدين وذوي الاطلاع فيما يتعلق بالشئون الإدارية والمخابرات التي تساعده على القيام بأعماله الحربية، والمعروف أن تنظيم الإدارة المدنية عند جنكيز خان في مستهل حكمه كان أمراً بالغ الصعوبة، فلا شك أن المغول وقتذاك لم يبلغوا من المستوى الحضاري ما بلغته القبائل التي خضعت لهم كالكرايت والنايمان، ولذا أضحت الحاجة ماسة إلى الإفادة من الشعوب الخاضعة الموالية له عقب توحيد منغوليا، وكان التجار المسلمون أول من ظهر في بلاد المغول من أصحاب الحضارات، بل أن ثلاثة من المسلمين كانوا من أشد الناس إخلاصاً لتيموجين (جنكيز خان) في الأيام الحالكة التي صادفها في حياته المبكرة، وهؤلاء هم: جعفر خوجا، وحسن، ودانشمند الحاجب، وأفاد جنكيز من حسن ودانشمند في حملته على مملكة خوازمشاة بما قاما به من مفاوضات باسم سيدهما مع السكان الأصليين، بل حدث حينما عزم جنكيز خان على مهاجمة الصين الشمالية، أن أنفذ إلى الملك التون خان، رسولاً اسمه جعفر، ولم يلبث أن نقل إلى جنكيز خان أحوال البلاد ووصف الطريق الذي سلكه، فأفاد جنكيز خان من هذه المعلومات في حملته التي انتصر فيها على التون خان، واتخذ جنكيز خان له مستشارين من الموالين له على اختلاف عناصرهم، ومن هؤلاء: محمود يلواج من المسلمين، وتا ـ تا ـ تونجا من الأويغوريين، ولي ليو تشو تساي، من الصينيين وهو الذي خدم آخر ملوك النايمان وعلّم أبناء جنكيز خان الكتابة الأويغورية والراجح أن محمود يلواج هو محمود الخوارزمي، أحد السفراء الثلاثة الذين وجههم جنكيز خان إلى محمد خوارزمشاه، سنة 1218م ومنذئذ ظل يعمل مستشاراً لجنكيز خان، فعينه حاكماً على إقليم ما وراء النهر بعد سقوطه في أيدي المغول فأحسن إدارته.
وليو تشو تساي الخيتائي الصيني، فكان من أهالي الصين الشمالية وقد شغل أبوه منصب الوزارة لأسرة كين، وأشتهر يي ليو تشو تساي بثقافته العالية ـ يأتي عنه الحديث منفصلاً ـ حيث استفاد جنكيز خان من خبرته وأفكاره في إدارة الدولة، فقد أقام جنكيز خان أصول

[1] المصدر نفسه صـ367.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست