responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 69
كبير عند حصول ما لم يكن يتوقعه، كأن يمنى أحد جنرالاته بالهزيمة مثلاً، ومن ذلك أنه بعد أن تفقد ميدان القتال في وادي بيروان في أفغانستان، حيث مني ابنه بالتبني شيكي كوتوكو بهزيمة على يد السلطان الخوارزمي جلال الدين، فإنه لم يعمد إلى لوم أو تعديد للهفوات والأخطاء وإنما اكتفى فقط بانتقاد اختيار القائد لميدان المعركة، ثم وجه كلامه إلى من كان حوله قائلاً: إن من عادة شيكي كوتوكو أن ينتصر دائماً، ولم يسبق له أن ذاق مرارة الهزيمة وقسوتها والآن، وبعد أن عانى من ذلك، فإنه سيكون أكثر حذراً واحتراساً وحتى مخالفات الضباط، وهي تعاقب عادة بصرامة، فإنه يعالجها أحياناً برفق وتساهل، ومن ذلك أنه في عام 1220م عندما أرسل سوبوداي وجيبة وتوكوشار إلى مطاردة سلطان خوارزم فقد أمرهم جميعاً أن يسيروا خلال ممتلكات عاهل هرات أمير الملك دون الإساءة إلى أحد من السكان، وقد تقيد سوبوداي وجيبة بهذا الأمر، لكن توكوشار سمح لجنوده بنهب جزء من الإقليم ولما بلغ جنكيز خان ذلك مال في بادئ الأمر إلى إعدام الجنرال المخالف، لكنه عاد فعدل عن ذلك بعد تفكير، واكتفى فقط بتوجيه لوم عنيف إلى توكوشار، وبعث إليه بضابط يشاركه في القيادة [1]، وهكذا بالثقة، والإقرار بالفضل، والتحرر من الغيرة والحسد اللذين أضرا كثيراً بالعلاقات بين الأسكندر المكدوني ونابليون بونابرت مع جنرالاتهما، وباستطاعته السيطرة على الغضب، اكتسب جنكيز خان لنفسه وعائلته وفاء لا حدود له، وولاءً مطلقاً من كل أولئك الذين عملوا معه، وكان هؤلاء جميعاً يتقيدون بعزم وتصميم، في تنفيذ أوامره وتعليماته، ونادراً ما فشلوا في تذليل الصعوبات والتغلب على الموانع والمشاق [2].
ـ معرفته للرجال وقيادته للقادة: تميز جنكيز خان بمعرفته الفائقة للرجال وقدرته على قيادة القادة، ولذلك نبغ في الإمبراطورية المغولية، قادة عظام خاضوا حروباً كبيرة بتخطيطهم وعلى مسئوليتهم الكلية وكان هؤلاء القادة عندما يكونون برفقة جنكيز خان، فإنهم كانوا يساهمون إلى حد كبير ولاشك، بوضع الخطط وتنفيذها تحت إشرافه المباشر، وكانت جميع العمليات الرئيسية التي جرت في حياته تصدر عن قراراته ولذلك يعود له الفضل الأول في جميع انتصارات المغول المدوية التي جعلته على مثل تلك الشهرة من القيادة المتفوقة، إذا رجعنا حروب الإمبراطورية المغولية، فمنذ عام 1221م إلى خريف عام 1222م

[1] المصدر نفسه صـ31.
[2] جنكيز خان صـ31.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 69
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست