اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 67
عند بقال عناباً فأعجبه لونه، ومالت نفسه إليه فأمر الحاجب أن يشتري منه ببالس، فاشترى الحاجب منه بربع بالس، فلما وضعه بين يديه أعجبه وقال: هذا كله ببالس؟ فقال: وبقي منه هذا وأشار ما بقي معه من مال، فغضب وقال: متى يجد من يشتري منه مثلي، تمموا له عشرة بوالس [1]. وأهدى له إنسان رمانة فكسرها وفرق حبها على الحاضرين، ثم أمر له بعدد حبها بوالس وأنشد الجويني عند ذكر هذه الحادثة:
فلذلك تزدحم الوفود ببابه
مثل ازدحام الحب والرمان
ـ غيرته: كان مفرطاً في الغيرة على كل شيء يعتبره ملكاً له، فبعد احتلال مدينة جورخند، عام 1221م، تقاسم أولاده: جوشي، وجغطاي وأوغوداي، جميع الغنائم والأسلاب بينهم، دون أن يرفعوا منها شيئاً كحصة لأبيهم، وعند عودتهم إلى المقر الإمبراطوري وجدوا أباهم في حالة الغضب الشديد واستحال عليهم أن يقابلوه وفي آخر الأمر رأى الأوخونات: موخالي، ويوركوجي، وشيكي أن عليهم أن يتدخلوا في الأمر، فذهبوا إلى مقابلة جنكيز خان يعاتبونه على موقفه قائلين: لقد غلبنا الخوارزميين أولادك وكل في المدينة ملك يديك، وقد انتصرنا في هذه الحرب بمعونة السماء والأرض، ونحن ضباطك، مفعمون فرحاً واغتباطاً، لماذا أنت غاضباً على هذه الصورة؟، لقد اعترف أولادك بخطئهم وهم خائفون، لقد أعطوا إنذاراً للمستقبل، أسمح لهم الآن أن يمثلوا في حضرتك، خف غضب جنكيز خان بعد هذه الكلمات، ووافق على استقبال أولاده، إلا أن غضبه عاوده للحال عند رؤيتهم، وأخذت أجساد الأمراء الثلاثة تتصبب عرقاً وعندئذ بادر ثلاثة أفراد من الحرس الخاص بالتوسط بدورهم قائلين: أولادك هم كصقور ولم يتلقوا غير أول تدريبهم، أنهم يخوضون أول حروبهم، فإذا أنت ثابرت على معاملتهم على هذا النحو، فقد تتحول عواطفهم عنك في المستقبل، هناك أعداء من مشرق الشمس إلى مغربها، فارسلنا ضدهم وسنقاتلهم كالكلاب التيبيتية، وإذا ساعدتنا السماء وانتصرنا، فسوف نأتيك بكل ما يملكون من ذهب وفضة وحرير، وفي الغرب هناك خليفة بغداد، فأرسلنا ضده وكان أن زال غضب جنكيز خان وعفا عن الأمراء [2]. [1] المصدر نفسه (17/ 167). [2] جنكيز خان صـ28.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 67