responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 364
الإسلام وأهله تأييداً وكُبت أعداء الله النصارى واليهود والمنافقون وظهر دين الله وهم كارهون ونصر الله دينه ونبيه ولو كره الكافرون، فتبادر عند ذلك المسلمون إلى كنيسة النصارى التي خرج منها الصليب فانتهبوا ما فيها، وأحرقوها وألقوا النار فيما حولها، فأحترقت دور كثيرة للنصارى، وملأ الله بيوتهم وقبورهم ناراً، وأحرق بعض كنيسة اليعاقبة، وهمت طائفة بنهب اليهود، فقيل لهم: إنهم لم يكن منهم فيما ظهر من الطغيان، كما كان من عبدة الصُلبان، وقتلت العامة في وسط الجامع شيخاً رافضياً، كان مصانعاً للتتارعلى اموال الناس يقال له الفخر محمد بن يوسف الكنجي، كان خبيث الطوية ممالئاً لهم على أموال المسلمين وقتلوا جماعة مثله من المنافقين الممالئين على المسلمين "فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين" ((الأنعام: آية:45)) [1].
8 ـ وصول سيف الدين قطز إلى دمشق: في اليوم الثلاثين من رمضان سنة 658هـ وصل البطل سيف الدين قطز إلى دمشق واستقبله الناس استقبال الفاتحين، وعلقت الزينات في الشوارع، وخرج الرجال والنساء والاطفال، يستبلون البطل المظفر وهذه هي الفرحة الحقيقية قال تعالى:"قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون" ((يونس: آية:58))، فرحة النصر لدين الله والرفعة للإسلام والعزة للمسلمين لا تقارن هذه الفرحة بفرحة الطعام والشراب والمال والجاه والسلطان، ودخل الجيش المملوكي المسلم دمشق واستتب الأمن الحقيقي بسرعة عجيبة، لم يحدث شيء مما يقع عند دخولالمستعمرين البلاد واستقر الوضع بسرعة وحفظ الاعراض والنفوس والاموال لكل الساكنين من نصارى ويهود وقام قطز بعزل ابن الزكي قاضي دمشق الذي عينه التتار وكان مواليا لهم، وعين مكانه نجم الدين أبا بكر بن صدر الدين بن سني الدولة وبدأ يفصل في القضايا، ويحكم في المخالفات التي تمت بين المسلمين والنصارى حتى لا يظلم نصراني في بلاد المسلمين، هذا مع كل ما فعله النصارى بالمسلمين أثناء احتلال التتار للمدينة، وفي اليوم التالي لدخول قطز إلى دمشق كان عيد الفطر وهوله طعمه الخاص ومكانته المتميزة، لأنه كان أيضاً عيداً للنصر والتمكين قال تعالى"وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم" ((التوبة: آية:40)).

[1] البداية والنهاية (17 ـ 402).
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 364
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست