اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 228
إن زحف هولاكو بجيوش المغول، ليس جديداً وإنما هو إمتداد لعدد من السنين وهذا الامتداد الزمني لا شك لم يخف على الخليفة وساسة البلاد، وكانت أحداث المغول ووقائعهم بالمسلمين تجلب إنتباه الغافل ويعلمها القاصي والداني، كان الحدث الجلل وهو الغزو المغولي يقتضم أجزاء الدولة ويقسمها ويمزقها شر ممزق، ولا وجود لمشروع مقاوم للغزو ويقوده الخليفة بل الحمى مستباح نتيجة للخور والجبن والجهل السياسي والعسكري الذي تميز به الخليفة المستعصم بالله العباسي فترك خطوك الدفاع الأولى للأمة تواجه مصيرها بدون دعم مادي و معنوي يذكر.
11 ـ دور النصارى في سقوط الدولة العباسية: كان جيش هولاكو خان في غزواته الكبرى ضد أراضي الدولة الإسماعيلية، وأراضي الخلافة العباسية والشام وفلسطين يضم بين صفوف قواته أعداداً كبيراً من المسيحيين النسطوريين وعلى رأسهم قائده الكبير ((كدبوقا نوبان))، وكان المغول يقومون بفتوحاتهم وغزواتهم لأقطار شتى من المحيط الهادي شرقاً والهند الصينية في الجنوب الشرقي إلى أراضي البولندية، وقلب أوربا غرباً، ومن سيبيريا بحر البلطيق شمالاً، إلى شبه القارة الهندية وشمال الجزيرة العربية جنوباً، بدافع المكاسب المادية ولتوسيع رقعة أراضيهم في سبيل تكوين إمبراطوريتهم العالمية التي كانوا يتوقون بتلهف إلى تكوينها [1]، وكان من ضمن الجيوش الغازية لبغداد المسيحون ((الجرجانيون)) الكرج حيث أسهم أولئك بكتائب عسكرية وغيرها من مؤن وعتاد حربي، وكان ذلك من ضمن الانقياد للإمبراطورية المغولية التي فرضت على أتباعها التبعية والخضوع، تحت سلطان القاآن في قراقوم والتي فرضت عليهم المساهمة في حملات اسيادهم العسكرية ضد أعدائهم [2]، وقد نال المسيحيون من سكان بغداد إحترام المغول وحفظت أعراضهم وأموالهم ولم يتعرضوا لدمار المغول، بل حفظت منازلهم وحرست من قبل جنود المغول أثناء إجتياح بغداد، وقد إلتجأ بعض المسلمين إلى بيوت النصارى في بغداد هرباً من السيف المغولي، وقد نجا من نال الحماية المسيحية في بغداد من مذبحة المغول الفظيعة [3].
12 ـ دور الحكام المسلمين في إسقاط الدولة العباسية:
عندما توجه هولاكو [1] سقوط الدولة العباسية صـ320. [2] المصدر نفسه صـ323. [3] المصدر نفسه صـ324.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 228