responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 227
حلفائه أو حماته المتاخمين لحدود العراق التي أصبحت قريبة جداً من الخطر الدائم، كما تعاني من ضعف سيطرة الخليفة على اصحاب الولايات بفعل خوفهم من هولاكو، فتفشت العلاقات بين الخلافة العباسية والولايات المتاخمة وانحازوا إلى هولاكو يصانعونه لكف شره، فكانوا يرسلون إليه الهدايا والأموال، حتى أنه في سنة 655هـ توجه العزيز بن الملك الناصر إلى هولاكو بهدية حسنة جليلة وكان في خدمته سيف الدين إبراهيم الحاكي الحافظي ([1]
لقد كان تحرك هولاكو بجيشه المغولي عسكرياً سريعاً ومنظماً ومكشوفاً، وبعد رسائل التهديد أيضاً، وكان الخليفة المستعصم مستغرقاً في قداسة البيت العباسي وأحلامه التاريخية، ورد بهذا الرد العجيب الغريب في تمجيد بني العباس، فقال: لو غاب عن الملك فله أن يسأل المطلعين على الأحوال، إذ أن كل ملك ـ حتى هذا العهد قصد أسرة بني العباس ودار السلام بغداد، كانت عاقبته وخيمة، ومهما قصدهم ذوو السطوة من الملوك وأصحاب الشوكة من السلاطين، فإن أبناء هذا البيت محكم للغاية وسيبقى إلى يوم القيامة .. إلى أن قال: فليس من المصلحة أن يفكر الملك في قصد أسرة العباسيين، فاحذر عين السوء من الزمان الغادر، فاشتد غضب هولاكو خان بسبب هذا الكلام وأعاد الرسل قائلاً:
ـ إذهب واصنع من الحديد المدن والأسوار.
ـ وأرفع من الفولاذ الأبراج والهياكل.
ـ واجمع جيشاً من المردة والشياطين.
ـ ثم تقدم نحوي للخصام والنزال.
ـ فسأنزل لك ولو كنت في السماء.
ـ وسأدفع بك غصباً إلى أفواه السباع [2].
كان الأحرى بالخليفة المستعصم بالله وبطانته أن يتشاوروا في الأمر لدفع هذا البلاء بأسلم الطرق وأقومها وأقواها والتي من أهمها دعم الخطوط الأمامية بالسلاح والرجال والعتاد لكي تقاوم المغول، ولكن المصالح الشخصية والصراعات الداخلية الدائرة والمؤامرات الخبيثة، كانت كلها تدور في فلك الجهالة السياسية التي يتمتع بها الخليفة ورجاله [3].

[1] بغداد مدينة السلام صـ159 ..
[2] جامع التواريخ نقلاً عن بغداد مدينة السلام صـ152.
[3] بغداد مدينة السلام صـ160.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 227
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست