responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 226
كل هؤلاء كان الخليفة مسلوب الإرادة ضعيف الشخصية، لا يستطيع أن يوقف كل واحد منهم عند حده، فترتب على ذلك أن اتسعت شقة الخلاف بين الساسة، واستحكم العداء بينهم، خصوصاً بين مؤيد الدين العلقمي وزير المستعصم وكان شيعياً، وبين مجاهد الدين أيبك الدواتدار الصغير، وكان سنياً، فقد حدث قبيل حملة هولاكو خان أن جمع الدواتدار الصغير حوله كثيراً من الرعاع والمشاغبين والسفلة وأخذ يهدد الأمن ويضع الخطط لخلع الخليفة وإحلال آخر محله، فلما علم الوزير بتلك المؤامرة، أخبر الخليفة على الفور بما يدبر ضده وطلب إليه أن يقضي على تلك الفتنة في مهدها، ولكن الخليفة جرياً على سياسة التهاون وعدم المبالاة، لم يصغ إلى نصيحة وزيره وأمن الدواتدار على حياته، وأمر بذكر إسمه في الخطبة بعد اسم الخليفة، ولا شك أن تصرف الخليفة على هذا النحو ليدل على سوء الحالة التي وصلت إليها الخلافة في هذا العهد، وإنها لا محالة قد أذنت بالسقوط والزوال، ومنذ وقوع هذا الحادث والوزير والدواتدار كلاهما يكيد للآخر عند الخليفة مما كان له أثره السيئ في إضطراب الأمور، وتقويض الدولة العباسية [1].
10 ـ إحتلال خطوط الدفاع الأولى: وقع الخلفاء العباسيون في خطأ إستراتيجي كبير لما تركوا الدولة الخوارزمية تدافع الغزو المغولي وحدها، فكان من الطبيعي أن تنساب جيوش المغول نحو أملاك الدولة العباسية وتجتاح كل ما في طريقها، كان الواجب على الخلفاء العباسيين التصدي لمشاريع جنكيز خان وأولاده وأحفاده الهادفة للسيطرة على ديار المسلمين، وهذا لم يحدث وتركوا الدولة الخوارزمية تتآكل وتحترق أمامهم ولم يقوموا بواجبهم الجهادي والإسلامي نحو إخوانهم في العقيدة، إن صراع الأمم، وتصادم الحضارات والدول، يخضع لسنن الله الجارية في تحقيق الإنتصار، ولا يعتمد على العواطف والانتساب إلى البيت النبوي الشريف، بل بالاقتداء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الأخذ بالسنن وإدارة الصراع مع المشاريع الغازية، وكان من المفروض أن ينتبه الخليفة العباسي المستعصم بالله ووزراؤه وكتاب ديوانه وحجابه وأمراء جنده إلى ما يحدث حولهم من محاولات هولاكو وهو يهدد ويتوعد ويسخر خاصة بعد أن تمكن هولاكو من السيطرة واكتساح الكثير من أقاليم الخلافة العباسية وتمكن من عزلها عنها، فإذا بالخلافة تعاني من عملية تجريد الخليفة العباسي من كل

[1] المغول للصياد صـ253.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست